بدأ مصفي مساهمة كنوز جدة المحامي محمد المؤنس في حصر المساهمين والتأكد من المستندات المقدمة منهم، ورفع تقرير بذلك للجنة تصفية المساهمات العقارية المشكلة بقرار من مجلس الوزراء. وأوضح المؤنس في تصريح إلى «الحياة» أن المساهمين سلموا صك ملكية الأرض إلى المكتب، مشيراً إلى أنه لا توجد إشكالات حول ملكية الأرض، كما أن الملاك مستعدون للبيع لأفضل سعر يحقق مصلحتهم. وقال إنه سيتم طرح الأرض للبيع بعد الانتهاء من الإجراءات النظامية، مشيراً إلى أن إسناد تصفية المساهمة للمكتب لم يكن بحكم قضائي، وإنما بقرار من لجنة تصفية المساهمات العقارية، إذ انتهت اللجنة من درس عشرات المساهمات، وأحالت ملفات تصفيتها لعدد من المحامين والمحاسبين القانونيين وفق آلية اعتمدتها في إسناد المهمة، ومن ضمنها المكتب التابع لنا، وتم إبرام عقد التكليف من وزير التجارة والصناعة. وحول المساهمة، أوضح أن المساهمة تمت على أرض مساحتها 500 ألف متر مربع، ولا تزال خاماً وغير مطورة، ولا توجد أية إِشكالات على الملكية، موضحاً أن السبب في عدم تصفيتها هو أن القائمين على المساهمة كانوا يسعون إلى تحقيق السعر الأفضل لبيع الأرض، خصوصاً أن قيمة الأرض يختلف في حال بيعها خاماً أو مطورة. وتقع المساهمة في بداية الكورنيش الجنوبي بعد القاعدة البحرية. يذكر أن وزارة التجارة والصناعة قررت تصفية مساهمة كنوز جدة بعد انتهاء فترة العامين التي منحت للشركة، والتي جمعت خلالهما أكثر من 62 مليون ريال من 15 ألف مساهم. وكانت وزارة التجارة وضعت يدها على جروح آلاف المساهمين ممن وقعوا ضحايا للمساهمات العقارية في السعودية التي وصلت إلى أكثر من 60 مساهمة لمعالجتها، وقررت تصفية العشرات من المساهمات من خلال تعيين مصفين قانونيين. وكانت مصادر ذكرت في وقت سابق أن قرارات وزارة التجارة الخاصة بتصفية عدد من المساهمات العقارية تتضمن مساهمات في محافظة جدة، وأخرى في كل من الرياض وعرعر، ومن ضمن هذه المساهمات مساهمات مخطط «ظلال جدة» المتعلقة بالمستثمر عبدالله السويداني وتسع مساهمات أخرى بينها كنوز جدة ومساهمات «البشري» ومساهمات «ارض شمال جدة». وأسندت الوزارة تصفية هذه المساهمات إلى مكاتب قانونية ومحاسبين سيتفرغون لإنهائها، في حين رفض مساهمون قرارات وزارة التجارة بشأن تصفية بعض المساهمات، مرجعين ذلك إلى أن القائمين على هذه المساهمات تمكّنوا من الهرب إلى خارج السعودية، ولا يملكون أي شيء من هذه المساهمات. وقال احد المساهمين المتضررين عبيد الجهني إن تصفية مساهمة «السويداني» لن تقدم شيئاً للمساهمين كون صاحب المساهمة خارج السعودية، إضافة إلى أن المخطط الذي قامت عليه المساهمة وهو «ظلال جدة» تم بيعه بالكامل ولم يتبق منه سوى 20 قطعة. وتساءل عن فوائد مثل هذه التصفية العقارية لأملاك تم بيعها من صاحب المساهمة، وطالب بوضع آلية جديدة تضمن إعادة حقوق المساهمين المتضررين من هذه المساهمات، مشيراً إلى أن قرارات وزارة التجارة بتصفية عدد من المساهمات ايجابية لكنها لن تقدم الشيء المطلوب للضحايا.