أتقدّم بصادق التهاني لأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقيّة، والذين حازوا على ثقة الناخبين لتمثيلهم في إدارة شؤون وأعمال الغرفة للأربع سنوات المقبلة بإذن الله، سائلاً الله أن يوفقّهم ويسدّد خطاهم لما فيه خدمة مجتمعهم، للوصول به لما هو أفضل من خدمات وإنجازات في الحقل التجاري والصناعي. ومثلما أن للأندية دوراً ثقافياً واجتماعياً، إضافة لدورها الرياضي، فإن للغرفة التجارية الصناعيّة، دوراً رئيسياً في خدمة كل المجالات الحياتية للمجتمع المدني، لا تقتصر على الإطلاق بخدمة التجارة والصناعة فقط. ولكن تتجاوزها لما هو أكبر وأبعد من هذا بكثير. وأقول لهؤلاء، إنكم يا رجالات التجارة والصناعة، بصفتكم تقودون السفينة الأكبر للتجارة والصناعة، في المنطقة الشرقية، إن لم يكن في المملكة، تتحمّلون إضافة لمسؤولياتكم التقليدية الأخرى، الجزء الأكبر من المسؤولية، لكل ما يخص مستقبل وسمعة الرياضة والرياضيين في المنطقة الشرقية، بل وأن كل إنجاز أو إخفاق رياضي يسجّل لمصلحة أو ضد أي نادٍ رياضي في المنطقة، تنعكس نتيجته إيجابيةً كانت أو سلبية، ليس على نشاط الحركة الرياضية في المنطقة وحسب، ولكن أيضاً على الحركة السياحية والتجارية والاقتصادية في المنطقة ككل. جميع أندية الشرقية عموماً، ونادي الاتفاق خصوصاً، هي أنديتكم أنتم، منكم وإليكم، تحمل أسماؤكم، وأسماء أبنائكم، بل وأسماء بيوتكم التجارية والصناعية، شئتم أم أبيتم. هي صروح رياضية وثقافية واجتماعية تحمل تاريخ الحركة الرياضية والثقافية لمنطقتكم أنتم! فبطولات وإنجازات أندية الشرقية عموماً، والاتفاق خصوصاً، وأسبقياته الرائعة التي رصعها التاريخ بأحرف من ذهب، من بطولات خليج وبطولات عرب وبطولات دوري وكأس وكأس اتحاد، وبطولة دوري بلا أي هزيمة، والكثير الكثير من الإنجازات والأسبقيات، حُسبت لكم أنتم. ففي الثمانينات والتسعينات وبداية الألفية الثانية الميلادية، كان اسم عبدالله الدبل وعبدالعزيز الدوسري ومحمد المطرود وكل من سبقهم وأتى معهم كانت تمثلكم، وكان اسم المهندس خالد بن علي الدوسري و هلال الطويرقي وأحمد الزامل وعلي بادغيش كانت تمثلكم. السؤال الكبير لكم أيها الأحبّة، ماذا استحقّت وماذا تستحق هذه المنطقة وحركتها الرياضية عليكم أيها الأكارم؟! أنتم ترون ما وصلت اليه أنديتنا من صراع مع الظروف، وأوضاع لا تتناسب مع تاريخكم، وترون كيف يزهو ويتمختر بقية رجالات المناطق الأخرى فخراً بإنجازات أنديتهم الرياضية، فهل يرضيكم ما وصلنا اليه من ضعف وهوان أيها الأحبّة؟! أنا أجزم بأن أجوبتكم كلّها نفي قاطع. وبغض النظر عن أي اختلافات في وجهات النظر إن وجدت، في الماضي أو الحاضر، وبغض النظر عن مساوئ وحسنات نتجت وتنتج عن اجتهادات إدارات الأندية النابعة عن حبنا الصادق لكياناتنا الرياضية وحب منطقتنا الحبيبة، فإدارات هذه الأندية موجودة الآن، وفي الغالب أنها ليست موجودة غداً، لتبقى أندية المنطقة الشرقية وحركتها الرياضية والثقافية والاجتماعية، أمانات في أعناقكم، وجزءاً لا يتجزّأ من مسؤولياتكم الأخلاقيّة والمهنيّة والاجتماعية. فلإ إجازات ولا بقاء في أي وسط تنافسي بلا دعم، والدعم في عصر المال والمادّة، لا يتآتى مجرداً من المال والمادّة. فهي اللسان لمن أراد فصاحةً، وهي السلاح، لمن أراد قتالُ. [email protected]