تشهد اوساط المراهقين في كندا اقبالاً لافتاً على منتجات جديدة من السجائر المعطرة والتبغ من دون دخان هي وفقاً للمنظمات الصحية العالمية «مصائد بشرية» اشد ضرراً من السجائر العادية. ويبدو ان الشركات المنتجة لهذه الأنواع من السجائر لجأت منذ فترة وإثر تضييق الخناق عليها ومحاصرتها بحملات حظر التدخين في المرافق العامة والخاصة، الى ابتكار اساليب اكثر غواية وإغراء لاستقطاب المراهقين واستغلال سذاجتهم. وطرحت تلك الشركات للمرة الأولى سلالة من التبغ تفننت بصنعه وشكله وزخرفته ومذاقه منها مثلاً المشبع بطعم الشوكولا والفريز والبرتقال والتفاح والقرفة والفانيليا والنعناع وعرق السوس وغيرها من النكهات، تحفظ في اكياس شفافة ذيّلت بعبارات مشوقة مثل «معطرة» و «طيبة» و «منعشة» و «آمنة» و «بلا دخان». وترفق العبارة بشرح مبسط لطريقة استعمالها عبر مضغها. واللافت ان هذه الملصقات تخلو من اية اشارة تحظر على من هم دون الثامنة عشرة شراءها او تحديد مضارها على غرار ما تتضمنه اغلفة السجائر العادية. وتشير دراسة صدرت حديثاً عن منظمة الصحة العالمية الى ان الإقبال على التبغ من دون دخان ارتفع استهلاكه في اوساط الأطفال والمراهقين ممن تتراوح اعمارهم بين 10 و17 سنة من 1, 4 في المئة عام 2008 الى 7, 6 في المئة عام 2009 وأنه يحتوي على 2000 مادة كيماوية مشبعة بالسموم، وأن كيساً واحداً منه يعرضهم للإصابة بأمراض سرطانية بنسبة تتراوح بين 1 الى 2 في المئة. وتستغرق كل مضغة حوالى نصف ساعة تعادل في مخاطرها الصحية اكثر من اربعة اضعاف ما يستهلكه مدخن السجائر التقليدية. وعممت مديرية الصحة في كندا على جميع البائعين ان يحجبوا اكياس التبغ عن الأنظار بسواتر معدنية اسوة بغيرها من علب السجائر العادية تحت طائلة المسؤولية وفرض غرامات مالية باهظة. أما المستهلكون المستهدفون فمهنم مثلاً المراهق موريس غي ( 14 سنة ) الذي يؤكد أن «التبغ من دون دخان على الأقل لا يؤذي الآخرين ويجنبهم مضار التدخين السلبي»، في حين ترى زميلته ماري كلود باربيه (11 سنة) انه «كالعلكة او الحلوى المتعدد النكهات ويمكن مضغه في المدرسة والبيت والشارع من دون مساءلة من أحد خلافاً للسيجارة». ويوضح غابي غانيون (15 سنة) انه ارخص ثمناً و «أن كيساً صغيراً يغني عن عشر علب من السجائر». وخلافاً لهذه المعتقدات ترى الدوائر الصحية ان التبغ من دون دخان هو تماماً كالعسل المسموم لوفرة ما فيه من النيكوتين والمواد الكيماوية التي تمتزج باللعاب وتختلط بالدم وتتسبب بتسمم انسجة الجسم وأجهزة المناعة. فالمادة المحلاة تفتك بالأسنان وتصيبها بالتسوس والفم يتعرض الى الأمراض السرطانية التي تنتشر في اللثة والشفتين واللسان والبلعوم والمريء والمعدة. من جهة اخرى يقبل المراهقون ايضاً على انواع اخرى من السجائر المعطرة التي يمجونها بشغف ويستنشقون دخانها بكميات كبيرة تدخل الى اعماق صدورهم مع فارق انها تباع للقاصرين بصورة غير قانونية ، إما في السوق السوداء او بعيداً من انظار المراقبين. وتشير الإحصاءات الى ان حوالى 13 في المئة من مدخني هذه السجائر تتراوح اعمارهم بين 13 و15 سنة جلهم من الفتيات. علي حويلي