لم تستبعد وزارة الداخلية السعودية وجود رابط ما، بين تفجير القديح ومحاولة تهريب كمية من المتفجرات من البحرين عبر جسر الملك فهد، لكون المتفجرات في الحالتين من نوع «آر دي إكس» شديدة الانفجار، إلا أنها دعت إلى التريث في الجزم «لحين اكتمال التحقيقات في الحادثتين». وكشف المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، عن «إجراء تحقيقات للربط بين قضية تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، وقضية تهريب المتفجرات التي تمت من طريق جسر الملك فهد، والتي أُحبطت خلال محاولة العبور من البحرين إلى السعودية». وقال التركي في تصريح إلى «الحياة»: «إن احتمال الربط بين الحادثتين قائم، ولكننا ننتظر نتائج التحقيقات الجارية لتأكيد ذلك بالأدلة»، مستدركاً بالقول: «احتمال الربط قائم بين القضيتين، وليس بين الأشخاص المشاركين فيهما». وأعلنت وزارة الداخلية السعودية ضمن نتائج التحقيقات في تفجير القديح مساء أول من أمس، أن «المعمل الجنائي أثبت من خلال فحص عينات من بقايا جثة الإرهابي وموقع الحادثة أن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع «آر دي إكس». فيما كانت أعلنت قبل نحو عشرة أيام، عن إحباط محاولة تهريب مادة «آر دي إكس» شديدة الانفجار، وصواعق مخصصة لتفجيرها، وتوقيف مهربيها، وذلك بعد اشتباه الجمارك السعودية في إحدى السيارات من نوع «فورد فيوجن» قادمة من البحرين عبر جسر الملك فهد، ونتج من تفتيشها العثور على 14 كيساً بلاستيكياً، مخبأة داخل تجاويف في المقعد الخلفي للسيارة، منها 11 كيساً مغلفة بالقصدير تحوي مادة عجينية وزنها 30.87 كيلوغرام، أثبتت نتائج فحصها بمختبرات الأدلة الجنائية أنها مادة (RDX) شديدة الانفجار، وكيسين يحوي كل منهما 25 كبسولة تفجير بما مجموعه 50 كبسولة تفجير، إضافة إلى كيس بداخله فتيل تفجير طوله ستة أمتار. وأوضحت أنها بدأت التحقيق في المحاولة بالتنسيق مع نظيرتها البحرينية، للوقوف على الهدف من المحاولة وتحديد من يقفون خلفها. يذكر أن «آر دي إكس» مادة متفجرة قوية وسريعة الانفجار، وهي بلورية صلبة بيضاء اللون، وتعتبر من المتفجرات العسكرية القوية. وتعد القدرة التدميرية لها عالية جداً، ونسبة قوتها التدميرية تصل إلى 66 في المئة، وهي أخطر من «تي إن تي»، التي تشكل خطورة كبيرة أيضاً، وكذلك «سي فور». واكتشف هذه المادة الألماني هانز هينينج في 1899، إلا أنها لم تستخدم إلا في الحرب العالمية الثانية عندما بدأت غالبية الجيوش المتحاربة في استخدامها. وتعد هذه المادة «آمنة ورخيصة نسبياً» قياساً بطريقة تصنيعها. وأنتجت على نطاق واسع في الولاياتالمتحدة. «الداخلية الكويتية»: لم نوقف أحداًَ نفت وزارة الداخلية الكويتية ما تناقلته وسائل إعلام عن إلقاء القبض على سبعة من أعضاء «الخلايا النائمة»، بعد الاشتباه في تخطيطهم للقيام ب «أعمال إرهابية وزعزعة الأمن وإشعال الفتنة الطائفية في البلاد». وقال المدير العام للإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني المتحدث باسم الوزارة العميد عادل أحمد الحشاش ل «الحياة»: «إن المعلومات عن وجود شبكات إرهابية منظمة تنتمي إلى تنظيم «داعش» في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ضمنها الكويت معلومة غير رسميّة». وأوضح الحشاش أن ذلك «غير صحيح»، مؤكداً أنه «لم يصدر من الوزارة مثل هذه المعلومات بشكل رسمي». وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت معلومات نشرت في وسائل إعلامية كويتية، أن «تنظيمات تلقت الضوء الأخضر من قياداتها لتنفيذ عمليات إرهابية منظمة، كانت إحداها العملية الانتحارية في مسجد الإمام علي بمنطقة القديح بالسعودية والتي أودت بحياة 21 شخصاً». وجاءت المعلومات على لسان مصادر، غير محددة بالاسم. وبيّنت المعلومات أن الأجهزة الأمنية الكويتية ألقت القبض على سبعة مشتبه بهم، بعد أن أثبتت التحريات انتماءهم لمنظمات «مشبوهة» وأحيلوا إلى التحقيق.