بعد عقود من الممانعة، أكملت نحو 120 طالبة سعودية المستوى الأول من دراسة الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بعد أن ساد اعتقاد أن شرائح محافظة ترى أن تدريس الإعلام للطالبات، ربما يقدح في وقار الجامعة الأشهر بإسلاميتها في البلاد.(للمزيد) وكانت كلية الإعلام والاتصال، تأسست العام 2013، بعد صدور قرار مجلس التعليم العالي القاضي بالموافقة على تطوير قسم الإعلام في الجامعة وتحويله إلى «كلية الإعلام والاتصال». وكانت الكلية بدأت قسماً، قبل نحو 4 عقود (1394ه)، إلا أنها ظلت تقتصر على الذكور حتى العام الماضي، حين تم قبول الإناث في مرحلة البكالوريوس للمرة الأولى. وأكد عميد الكلية الدكتور عبدالله الرفاعي أن الكلية بدأت إتاحة فرصة الدراسات العليا للسعوديات ابتداء بالماجستير، وخرّجت 5 دفعات، أصبحت نواة لعضوات هيئة التدريس، عندما شرعت الكلية في تدريس البكالوريوس للطالبات، إلى جانب دورهن في رفد جامعات سعودية أخرى بتخصصات إعلامية مختلفة. وأفاد الرفاعي بأن كليته هي الوحيدة بين جامعات السعودية، التي لبت حاجتها من أعضاء هيئة التدريس الإناث، ولم تحتج لاستخدام «الشبكة التلفزيونية»، التي تقتضي الأنظمة السعودية أن تكون الوسيلة الوحيدة لإلقاء الرجال محاضراتهم على الطالبات. وحول المصاعب التي يتردد أنها استبقت الموافقة على تطوير قسم الإعلام في الجامعة إلى كلية، وتشريع أبوابها أمام الطالبات، قال الرفاعي ل«الحياة»: «نحن لا ندعي بطولات في هذا الشأن. في البداية توقعنا أن نواجه مشكلات أو رفضاً اجتماعياً للخطوة، لكن الذي حدث العكس، وبدا ذلك واضحاً في حجم الإقبال على برامج الكلية. علينا أن نؤمن بأن المجتمع تغير». لكن الرفاعي، الذي أتى من بيئة صحافية، برر تدريس طلاب كليته الإعلامية مواداً شديدة الاختصاص في التفسير والفقه، بأن «ذلك من متطلبات الجامعة التي لا يمكن تجاهلها فالجامعة هويتها إسلامية، وهذا عرف سائد في جامعات أجنبية عدة»، إلا أنه ألمح إلى إمكان تقليل ساعات بعض تلك المواد، حين تدرج في سياق متطلبات السنة التحضيرية، التي غدت إلزامية.