أعلن وزير الأمن العام الكندي ستيفن بلاني أمس (الأربعاء)، أن الحكومة الفيديرالية ستنظم مؤتمراً يشارك فيه مسؤولون أمنيون من كل مقاطعات البلاد، وذلك لتدارس سبل مواجهة ظاهرة «اعتناق الفكر المتطرف». وأطلقت الحكومة هذه المبادرة بعدما اعتقلت السلطات في مطار "مونتريال" عشرة شبان تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً، قبل مغادرتهم البلاد للالتحاق بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في أكبر عملية توقيف منذ الهجومين الداميين الخريف الماضي في كيبيك وبرلمان أوتاوا. وقال الناطق باسم الوزير جان كريستوف ديليرو، إن «مؤتمر المسؤولين عن الأمن العام في كندا سيعقد قريباً، لكن تاريخه لم يحدد بعد». وشدد سياسيون على ضرورة تعزيز الوقاية على جميع المستويات من أجل حماية الشبان الكنديين من الفكر المتطرف. وكانت وزيرة الأمن العام في مقاطعة «كيبيك» ليز تيريو، أعربت عن قلقها من رؤية «شبان من الجيل الثاني من المهاجرين يتحولون إلى الفكر المتطرف»، مشددة على ضرورة أن يكون هناك «فهم أفضل لهذه الظاهرة المعقدة، بسبب وجود أنواع مختلفة من التشدد». وكان بلاني أشاد بيقظة قوات الأمن من أجل «حماية شوارعنا ومجتمعاتنا من الخطر الإرهابي المتواصل». وذكّر الوزير المحافظ بأهمية القانون الجديد لمكافحة الإرهاب الذي تم التصويت عليه في مطلع أيار (مايو) الجاري، والذي يعطي الشرطة السبل الضرورية ل «حماية الكنديين من التهديدات الإرهابية المتزايدة للمتطرفين». وتواجه كندا منذ أشهر عدة، وعلى غرار دول غربية عدة معضلة اعتناق شبان الفكر المتطرف، وسعيهم للانضمام إلى صفوف التنظيمات المتطرفة. وفي 20 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، صدم مارتن كوتور رولو، عسكرياً كندياً عمداً بسيارته في كيبيك، قبل أن تقتله الشرطة. وبعدها بيومين قام مايكل زهاف بيبو، بعد رفض السلطات منحه جواز سفر للتوجه إلى ليبيا، بقتل جندي أمام مبنى البرلمان في أوتاوا عاصمة البلاد بالرصاص قبل أن يقتل بنيران الشرطة داخل البرلمان.