ألغت بيونغيانغ أمس، زيارة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الى منطقة على الحدود بين الكوريتين، كما أعلن ناطق باسمه في سيول أمس. يأتي ذلك بعد إعلان بان كي مون أنه سيتوجه غداً، الى المجمع الصناعي في كايسونغ بين الكوريتين. ونقل ستيفان دوجاريك، الناطق باسم بان كي مون عنه قوله: «أبلغتنا سلطات الجمهورية الديموقراطية الشعبية في كوريا (كوريا الشمالية)، بالطرق الديبلوماسية، أنها تراجعت عن قرارها السماح لي بزيارة المجمع الصناعي في كايسونغ». وأضاف بان الذي شغل في الماضي منصب وزير الخارجية في كوريا الجنوبية، أن السلطات في الشمال لم تقدم أي تبرير لهذا التغيير في اللحظة الأخيرة، وهو أمر مؤسف جداً». وزاد بان: «مع ذلك، وبوصفي الأمين العام للأمم المتحدة، لن أدخر جهداً لتشجيع كوريا الشمالية على العمل مع الأسرة الدولية، من أجل السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وغيرها». ولو تمت الزيارة، لكانت الأولى لأمين عام للأمم المتحدة منذ أكثر من 20 سنة، بعد تلك التي قام بها بطرس غالي في 1993. وكان من شأن الزيارة أن تمثل انفتاحاً ديبلوماسياً نادراً من كوريا الشمالية، وسط توترات مع الجنوب. ويبعد المجمع الصناعي بضع دقائق فقط بالسيارة، إلى الشمال من الحدود المحصّنة بين البلدين. من جهة أخرى، أعلنت كوريا الشمالية أمس، أنها طورت تكنولوجيا صناعة رؤوس نووية، وذلك بعد فترة قصيرة على إعلانها إطلاق صاروخ بالستي من غواصة، ما يشكّل تصعيداً للتوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية. وتجري كوريا الشمالية تجارب على صواريخ بالستية، على رغم الحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة. وقبل اسبوعين، أعلنت أنها أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ بالستي من غواصة. وإذا تأكد نجاح التجربة، فإن قدرة بيونغيانغ على نشر أسلحة نووية ستتجاوز حدود شبه الجزيرة الكورية. ويقول الخبراء إن الجانب الأصعب لشنّ هجوم نووي، هو تصغير رأس حربي بحيث يمكن تثبيته على صاروخ. وأعلنت هيئة الدفاع الوطني، وهي أعلى سلطة عسكرية في الشمال، أنها طوّرت التكنولوجيا التي تمكّنها من ذلك. ومن شأن ذلك إثارة قلق واشنطنوسيول وطوكيو وحتى بكين. وأفادت الهيئة: «بدأنا منذ فترة طويلة، بتصغير وتنويع قدراتنا على شن ضربات نووية»، وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية. وأضاف البيان: «بلغنا مستوى يمكن معه ضمان أعلى نسبة من الدقة وليس فقط للصواريخ القصيرة المدى، بل أيضاً المتوسطة والبعيدة المدى. ولسنا نخفي ذلك». وكان عدد من الخبراء أبدوا شكوكا حول نجاح تجربة إطلاق صاروخ من غواصة، وأظهروا الحذر أيضاً بعد إعلان تطوير تقنية تصغير الأسلحة النووية.