لوّحت كوريا الشمالية مجدداً أمس ب «حرب نووية» في شبه الجزيرة الكورية، وحضت الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية على المغادرة، بعدما نفذت تهديدها بسحب موظفيها ال53 الفاً من مجمع «كايسونغ» الصناعي المشترك بين الكوريتين. ولم يستبعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان تخرج التوترات في شبه الجزيرة الكورية عن السيطرة. وقال في روما: «مستوى التوتر الحالي خطير جداً، وأي حادث صغير ينجم من حسابات خاطئة أو سوء تقدير قد يُخرج الوضع عن السيطرة». وأشار الى انه حض السلطات في كوريا الشمالية على تجنب «الخطاب الاستفزازي»، وطالب الدول المجاورة بمحاولة ممارسة نفوذها على بيونغيانغ. وكان لافتاً نشر اليابان صواريخ باتريوت «باك -3 « ارض - جو وسط العاصمة طوكيو التي يسكنها 30 مليون شخص، وإعلانها أنها ستنصب الصواريخ ذاتها في جزيرة اوكيناوا (جنوب)، «المكان الأكثر فاعلية للرد على اي حالة طارئة»، وذلك غداة تلقي جيشها اوامر باعتراض صواريخ يحتمل ان تطلقها كوريا الشمالية. وصرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بأن «الحكومة تبذل قصارى جهدها لحماية ارواح الناس، وضمان سلامتهم. والأهم الآن هو تطبيق العقوبات بموجب قرارات مجلس الأمن». تهديدات جديدة واجراءات وأفاد بيان اصدرته اللجنة الكورية الشمالية للسلام في آسيا - المحيط الهادئ التي تتولى الدعاية للنظام الشيوعي، بأن «شبه الجزيرة الكورية تتجه الى حرب نووية لا نريد تعريض الأجانب في كوريا الجنوبية لأخطارها، لذا ندعو كل المنظمات والشركات الاجنبية والسياح الى اتخاذ اجراءات للمغادرة». وكان الشمال حذر كل السفارات الأجنبية على اراضيه من عدم قدرته على ضمان سلامة موظفيها بعد 10 نيسان (ابريل)، معلناً احتمال اطلاقه صاروخاً باليستياً او تنفيذ تجربة نووية. لكن اي بعثة ديبلوماسية في بيونغيانغ لم تعتبر اخلاء سفارتها امراً ضرورياً، ووصفت تهديدات النظام الكوري الشمالي بأنها «مجرد مزايدات». وعموماً، غابت «المزايدات» عن الاجراءات التي اتخذتها كوريا الشمالية في مجمع «كايسونغ» الصناعي المشترك مع الجنوب داخل حدودها، إذ تخلف عمالها عن الحضور، تنفيذاً لقرار سحبهم وتعلق العمليات لأجل غير مسمى، والذي لم يحصل منذ افتتاحه عام 2004. واضطرت حتى الآن 13 من الشركات الكورية الجنوبية ال123 العاملة في المجمع الى تعليق انتاجها لنفاد المواد الأولية لديها، علماً ان هذه الشركات تدفع أكثر من 80 مليون دولار سنوياً في شكل أجور بالمنطقة الصناعية، ما دفع يو تشانغ غيون، نائب رئيس اتحاد الشركات الكورية الجنوبية في كايسونغ الى القول: «نواجه كلنا اخطر الإفلاس». وأبدت الرئيسة الكورية الجنوبية باك جون هاي «خيبتها الكبيرة» من تعليق الشمال العمل في كايسونغ، وخرقه وعوده على مرأى من العالم، «ما سيمنع أي بلد أو شركة من تنفيذ مشاريع استثمار معه». ووصفت واشنطن الاجراء بأنه «مؤسف، لأنه لن يساعد كوريا الشمالية في تحسين اقتصادها وحياة شعبها». وفيما اشادت واشنطن مجدداً بالجهود التي تبذلها بكينوموسكو لمنع بيونغيانغ من اطلاق تصريحات وتهديدات «استفزازية»، اكد الكسندر لوكاشيفيتش، الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، عشية الاجتماع العادي المقرر لوزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في لندن، ان المجموعة تجمع على رفض السلوك «الاستفزازي» لكوريا الشمالية، وتحض كل الاطراف على اعتماد الديبلوماسية لتهدئة الموقف «البالغ التوتر» في شمال شرقي آسيا. وقال لوكاشيفيتش: «دول المجموعة متضامنة في رفض سلوك بيونغيانغ المولع بالقتال حالياً، ونرى ان اي بديل للجهود السياسية والديبلوماسية يمكن ان يجلب خطر الاضطراب الشديد في شمال شرقي آسيا».