قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال كلمة ألقاها في ختام مؤتمر «إنقاذ اليمن وبناء دولة اتحادية»: «ما أعظم أن نلتقي اليوم في هذا المؤتمر المهم الذي اكتسب شرعية وطنية ودولية، ومثل رسالة واضحة للعالم أجمع بأن جميع اليمنيين وبمختلف توجهاتهم السياسية وخلفياتهم الاجتماعية يقفون صفاً واحداً مع الشرعية الدستورية وضد الانقلاب ونتائجه». وأضاف: «تجلى ذلك في المشاركة الواسعة والنوعية لممثلي جميع الأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والمغتربين ومن كل المحافظات اليمنية». وجدد تأكيده على ما قاله خلال كلمته في افتتاح المؤتمر، أن «لا خيار أمام مؤتمركم سوى النجاح، والنجاح فقط؛ لأن حجم الأخطار التي تحيق بوطننا وشعبنا تتطلب منا جميعاً أن نكون بمستوى تلك التحديات». وأوضح الرئيس هادي أن مداخلات وملاحظات المشاركين كانت على قدر عالٍ من المسؤولية الوطنية، «ونقلت معاناة الشعب اليمني في الداخل والخارج». وأكد أن ما تم التوصل إليه من قرارات إلزامية في وثيقة الرياض التاريخية «سيشكل رافعة مهمة لإنقاذ الوطن واستعادة الدولة، وعلى جميع القوى السياسية والاجتماعية أن تلتزم بهذه المقررات وتعمل صادقة على تنفيذها قولاً وعملاً». وحيا الرئيس اليمني «المقاومة الصامدة الصادقة التي كانت روحها وتضحياتها حاضرة ومخيمة على أعمال المؤتمر»، وتابع: «نشد على أيديها بالثبات والتماسك، وسنكون معهم دائماً، ولا شك لدينا بانتصار إرادة الحق على الباطل وأهله». وشدد على أن «إعلان الرياض» أحد المرجعيات الأساسية الناظمة لعملية التحول السياسي في اليمن والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووثيقة مخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مفيداً بأنه سيتم إيداع هذه الوثيقة في الأممالمتحدة لتضاف إلى جملة المرجعيات السابقة. وجدد موقف الحكومة اليمنية الداعم لأي جهد دولي والملتزم بالمرجعيات التي أجمع عليها كل اليمنيين، وحظيت برعاية ودعم الإقليم بل والعالم أجمع. وقال: «كنا وما زلنا مع الحوار، وجسدنا ذلك في أحلك الظروف، ودفعنا وما زلنا ندفع ضريبة قناعتنا بأن الحوار هو الأساس»، مؤكداً في هذا الصدد أن الأولوية اليوم هي للتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 من دون انتقائية، وعد السير في تنفيذه الخطوة الصحيحة في إيجاد أرضية خصبة لحل القضايا كافة. واعتبر أن ميليشيات الحوثي وصالح قرأت الهدنة «قراءة غير صحيحة»، بل «راحوا لأبعد من ذلك، فأوهموا أنفسهم أنها تعبير عن الضعف، وتحقق ذلك بوضوح في الانتهاكات المستمرة للهدنة، فاستمروا في القتل والتدمير، ومنع الإعانات الإغاثية من الوصول إلى مستحقيها، متناسين البعد الإنساني للهدنة». وحمل هادي الميليشيات المتمردة المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم بريئة، «ولن يسمح لهم مطلقاً بمزيد من أعمال القتل والتدمير، وفي هذا الشأن أثمن مجدداً الدور الحازم الذي تقوم به دول التحالف العربي في مجابهة تلك الخروقات». وأعرب الرئيس اليمني، باسم اليمن قيادة وشعباً عن عظيم الثناء والتقدير والامتنان للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما قدمه من دعم، ولدول مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف ولكل أحرار العالم. وقال: «إذا كان اليمنيون قديماً بنوا أحد أكثر الحضارات تطوراً وإبهاراً في العالم، فإنهم اليوم سيستعيدون دولتهم، وسيبنون وطناً جديداً ومصيراً مشتركاً بعد أن نتخلى عن معاول الهدم وننطلق إلى ورش البناء والتشييد وإعادة الإعمار لكل ما دمره الانقلابيون، وهذا هو مؤشر نجاحنا الحقيقي وتلك هي معركتنا الأساسية»، مهنئاً أبناء الشعب اليمني بالذكرى ال25 للوحدة اليمنية. ... و ساخراً من الحوثي: ينتظر خيولاً بيضاء ترفعه إلى السماء كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في ختام مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية، أن الحوثيين لا يمثلون سوى 10 في المئة من تعداد محافظة صعدة، التي يقدر عدد سكانها ب476 ألف نسمة. «وهذه الفئة القليلة تريد أن تحكم 25 مليون يمني!». وأشار إلى أن قادة الحوثيين جندوا الأطفال وأرسلوهم إلى جبهات القتال، وربطوا على أعناقهم «التمائم»، لإيهامهم أن الرصاص لن يصيب أجسادهم أو يقتلهم. وقال بلهجة عامية ساخراً: «صدق الحوثي نفسه.. عندما دعوه جماعته بالمهدي المنتظر، وبعض جماعته أشاروا إليه أن المهدي المنتظر سينزل إليك، ويرفعك على خيول بيضاء، وتحرروا فلسطين، وتحرروا الجزيرة العربية». وطمأن رؤساء الأحزاب والقبائل الحاضرين في المؤتمر، أن دول الخليج تقف في صف الشرعية، والعالم أجمع، مبيناً أن الحوثي وجماعته عبارة عن زمرة صغيرة آمنت بالفكر الضال، ولا يعرفون غير التدمير وإن هذه السياسة تقف خلفها إيران.