شدد أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود على أهمية محاربة الإرهاب من خلال البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والقطاعات الحكومية والأهلية، مؤكداً أنه لا مجال للضبابية والرمادية، بل يجب الوضوح والإخلاص في العمل والمساهمة الفاعلة في حفظ أمن الوطن بعيداً عن التعاطف عن كل فكر إرهابي يهدد أمن الوطن. وأشار أمير القصيم خلال انعقاد جلسته الأسبوعية التي شهدت إطلاق حملة «معاً ضد الإرهاب والفكر الضال» في بريدة ليل أول من أمس، بحضور 500 شخص من مفكرين ومشايخ ومسؤولين في الجهات الحكومية، وقطاعات التعليم الجامعي والعام والفني والشؤون الإسلامية والإدارات المرتبطة به، إضافة إلى القيادات الأمنية والإعلاميين والمهتمين بوسائل التواصل الاجتماعي، إلى أهمية دور الأسرة في مشاركة أبنائها في الحوار «وألا نجعل الجيل الجديد يمارس دور العزلة عبر تبادل الآراء والحوار». وأوضح أنه «يجب أن نعي بأننا لا ننتظر أن يأتي أحد من الخارج ليدافع عن وطننا طالما لم ندافع عنه بأنفسنا لأننا نحن أبناؤه، ونحن من نحميه، ويجب أن نعي بأن هذا الوطن مستهدف، ونحن محسودون». وأفاد بأن تنظيمات إرهابية خارجية جعلت نفسها الصائبة وألصقت التكفير والإخراج من الملة «على مجتمعاتنا وعلمائنا وقيادتنا ورجال أمننا، وامتهنت الإرهاب الإعلامي وتلويث أفكار الشباب بالأفكار الضالة وتشويه سمعة الإسلام بتصرفات همجية وبربرية وحشية وصلت إلى قطع الرؤوس والتمثيل بها وإحراق البشر وهم أحياء». ولفت إلى أن البيت يمثل البنية الأساسية والرئيسة في مخاطبة الأبناء ومتابعتهم في مجالات التقنية وأجهزه الحاسب، مضيفاً: «أننا أمة واحدة منهجها الكتاب والسنّة، لا طائفية، ولا حزبية، ولا تصنيف بيننا لجهة دون أخرى في محاربة آفة الإرهاب». وقال: «تحصين الشباب من الغزو الثقافي المؤثر في النفوس مطلب أساسي، ويشمل جميع أفراد الأسرة للحماية من الفكر الضال ومن الأخلاقيات السلبية». ولفت إلى أن من أخطر المؤثرات في المجتمعات في هذه المرحلة وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، لأنها تتحكم في عقول الشباب بإدارة خارجية من الأعداء، «ولهذا فإن شبكة المعلومات العالمية هي سلاح ذو حدين في الفائدة والضرر على مجتمعاتنا». كما تحدث عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني ومستشار المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الدكتور فايز الشهري بداية اللقاء بأن المملكة واجهت تحديات الإرهاب الذي اختطف أغلى ما نملك وهو الدين، إذ حاولت تلك الجماعات الدخول لهذا المجتمع المحصن عبر دينه وهو منهجنا ونهجنا، مؤكداً أن هناك تحديات كبيرة تكشف زيف من يريدون الفتنه في هذا الوطن، وأن تسمية أنفسهم بالمهاجرين وأنهم يهاجرون إلى أراضي الفتنة، على رغم أن الرسول -اللهم صل وسلم عليه- يقول: لا هجرة بعد الفتح هذه ديار الإسلام، إضافة إلى أنهم يزايدون على واقع المجتمع برفع الرايات باسم الدين، على رغم أن راية لا إله إلا الله وشعائر الإسلام مرفوعة في هذا الوطن والمعاصي محبطة عبر مؤسسات هذه الدولة التي تقاومها وتمنع وتعاقب من يقوم بها. ولفت إلى أن محاولة الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية وتحديداً عام 2003 التأثير في عمليات التنمية بالمملكة، والعمل على خلط المفاهيم بتحويل الأصدقاء إلى أعداء والأعداء إلى أصدقاء والتحالف مع الخصوم في شتى المجالات للتأثير في صورة المسلم والإسلام في العالم، ونشر ثقافة التصنيف والعزل والإقصاء والتخويف للناس.