أعلنت السلطات الكولومبية أمس، مقتل 61 شخصاً وجرح 37 في انزلاق للتربة نتيجة أمطار غزيرة أدت إلى فيضان نهر في سالغار شمال غربي البلاد. وقالت رئيسة بلدية سالغار أولغا أوسوريو أن الكارثة وقعت ليل الأحد - الإثنين في منطقة جبلية من البلاد، إذ فوجئ الضحايا خلال نومهم بتدفق مياه «جرف كل شيء» في طريقه. وأضافت أن قرية «لا مرغريتا» الأكثر تضرراً «أُزيلت من الخريطة» وباتت مطمورة بحجارة وجذوع أشجار ووحل. وكانت الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة أدت إلى فيضان نهر في وادي ليبوريانا الذي يصعب الوصول إليه. وبعد انزلاق التربة، انتظر سكان أمام مقبرة سالغار التي نُقلت إليها الجثث، من أجل التعرف إليها. وروت كونسويلو أريدو (66 سنة): «كنا نائمين عندما شعرنا بقوة الانزلاق، إلا أن المياه والأغصان حالت دون أن نتمكن من فتح الباب. وفي النهاية نجح ابني في سحبه وتمكنا من الهرب. نجونا بأعجوبة». وعاين الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس المنطقة المنكوبة، إذ حلّق فوقها وبحث مع السلطات المحلية عمليات الإنقاذ. وقال: «نحن هنا لدعم العائلات. نأسف لسقوط قتلى، لكننا سنخرج من هذه الكارثة وسنمضي قدماً بقوة وشجاعة». وأعلن دفع تعويضات قيمتها 16 مليون بيزوس (نحو 7 آلاف دولار) لكل عائلة منكوبة، وزاد: «هناك أطفال كثيرون فقدوا ذويهم. والمعهد الكولومبي للعائلة حضر إلى المكان لمساعدتهم». وتقع سالغار التي تحيط بها أنهر، على بعد 100 كيلومتر تقريباً جنوب غربي مدينة ميديين، وكانت الإثنين محرومة من مياه الشرب والغاز. وحلّق مسعفون فوق المنطقة للتحقق من سبل الوصول إلى سالغار التي يقطنها حوالى 18 ألف شخص. وأعلنت ناطقة باسم الصليب الأحمر الذي أطلق حملة لجمع أغذية وأغطية في ميديين، أن أكثر من 150 مسعفاً مع كلاب مدربة توجهوا إلى المكان ومعهم أغذية ومياه شرب. وغالباً ما تشهد كولومبيا انزلاقات للتربة، بسبب موقعها الجغرافي وتضاريسها، ما يجعلها معرّضة لكوارث طبيعية. وفي عامَي 2010 - 2011، أدت ظاهرة «لا نينيا» المناخية إلى فيضانات وانزلاقات للتربة في مناطق كثيرة، ما أوقع 1374 قتيلاً و2.4 مليون منكوب، إضافة إلى تدمير أكثر من 100 ألف منزل.