أكدت مصادر فلسطينية أن الولاياتالمتحدة مارست ضغوطاً على اسرائيل للتراجع عن عروض سابقة، ورفض اطلاق الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي، وأي من الأسرى الفلسطينيين في سجونها من مدينة القدسالمحتلةوفلسطينيي 48. وقالت المصادر إن اسرائيل تراجعت عن تفاهمات سابقة تتعلق بصفقة تبادل الأسرى التي يجرى التفاوض غير المباشر حولها حالياً عبر الوسيط الألماني بين اسرائيل وكل من حركة «حماس» و«لجان المقاومة الشعبية». وأضافت أن اسرائيل رفضت في العرض الأخير الذي قدمته عبر الوسيط الألماني إلى قادة حركة «حماس» في غزة عشية عيد الميلاد اطلاق 22 أسيراً فلسطينياً بينهم 15 من الضفة الغربية وسعدات والبرغوثي وسبعة آخرين من قطاع غزة. وأوضحت أن اسرائيل ترفض في شكل مطلق اطلاق هؤلاء الأسرى، اضافة الى 44 أسيراً من القدسالمحتلة و20 من مناطق عام 48 ممن اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. وأشارت الى أن حركة «حماس» رفضت هذا العرض المتراجع عنه، لكنها مع ذلك لن تغلق الباب أمام المفاوضات عبر الوسيط الألماني وبرعاية مصرية، والتي شهدت اختراقات مهمة منذ دخل الوسيط على خط المفاوضات قبل أربعة أشهر. وعزت المصادر التراجع الإسرائيلي الى ضغوط تمارسها الإدارة الأميركية ودول عربية على الحكومة الإسرائيلية لعدم تقديم تنازلات الى حركة «حماس» من شأنها أن تزيد من شعبيتها في حال اتمام الصفقة التي سيُطلق بموجبها الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت المحتجز في غزة منذ 25 حزيران (يونيو) عام 2006. ورجحت المصادر أن توافق اسرائيل على اطلاق سعدات والبرغوثي بعد اتمام صفقة التبادل في بادرة حسن نية للرئيس محمود عباس، لتعزيز مكانته في الشارع الفلسطيني، وخصوصاً أن اطلاقهما في الصفقة سيؤدي حتماً الى تراجع كبير في شعبيته، في مقابل تقدم كبير في شعبية «حماس»، الأمر الذي لا ترغب فيه الولاياتالمتحدة ودول عربية أخرى.