أكد رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور سعد البازعي أن سؤال الهوية لا يزال سؤالاً وجودياً ومعرفياً وثقافياً. وقال: أظنني لو بحثت عن كلمة تشكل لازمة متكررة في مجمل ما كتبت لكانت «الهوية» مضيفاً: «إنني وجدت نفسي مشغولاً ليس بالأدب فحسب، وإنما بالقضية التي لم تزل تلازمني على امتداد أوراق بحثية ومحاضرات وكتب أخرى»، معترفاً خلال تكريمه في أثنينية خوجة مساء الاثنين الماضي، أنه غير واثق من خدمته للثقافة مثلما يتمنى. وقال صاحب «ثقافة الصحراء» إن مقال السيرة الذاتية شكل من أشكال الثقافة الطارئة على حياتنا الثقافية والاقتصادية والوظيفية، «وجاءتنا ضمن طوارئ ثقافية كثيرة أخرى فرضتها المتغيرات الحضارية التي مررنا بها والتقلبات المعيشية والاجتماعية وسواها». وزاد: «لعل من الطريف أن يدل المفهوم في حذره اللغوي اللاتيني على «مسيرة حياة الإنسان»، وكأن مجموع الوظائف التي شغلها الإنسان وما ناله من شهادات وخبرات كاف لاختصار مسيرة حياته، لكنه الطابع الاقتصادي العملي الذي تشكل به المفهوم في مرحلة من مراحل تطور الحضارة الغربية، والذي جعل تلك الوظائف والخبرات وما إليها هي الزبدة في حياة الانسان». وتطرق البازعي، خلال حديثه، عن محطات من حياته، متذكراً ما كتبه أحد الكتاب حين كتابته لموضوع «الرومانسية في الآداب الآوربية» بقوله: «لم نعهد البازعي متخصصاً في الآداب الأوروبية»، لافتاً إلى أنه كان سعيداً بهذا التعليق، «لأن معناه أنني تركت انطباعاً لدى ذلك الكاتب». وقال صاحب الاثنينة عبدالمقصود خوجة: «إن البازعي ألف العديد من الكتب وأحسب من أهمها كتابه «المكون اليهودي في الحضارة الغربية»، وأن أهميته ليس في الجانب الوصفي للفكر والمفكرين اليهود، بل بالدور الكبير الذي أسهموا من خلاله بدرجة كبيرة في إثراء الساحة الثقافية الغربية وامتزاجهم العميق بمدلولاتها وآمالها وشجونها ك «اسبينوزا، وماركس، ودريدا، وغيرهم في مجالات الشعر، والرواية، والنقد.. واستطاعوا تمرير الكثير من رؤاهم كيهود إلى المتلقي بذكاء وموضوعية». وشهد التكريم العديد من المداخلات من الرجال والنساء، وحضرها عدد كبير من الأدباء والمثقفين.