طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التحالف العربي الذي تقوده السعودية بضرورة العمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وضمان انسحاب الميليشيات من المدن التي احتلتها في بلاده، وعدم السماح لتلك الميليشيات باستغلال الهدنة. كما طالب الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بالعمل على مراقبة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي صدر تحت الفصل السابع، وأن تضطلع بدورها في حماية الشعب اليمني. ووعد اليمنيين بأن «الفرج قريب». والتزم لأبناء جنوب اليمن بعدم الالتفاف أو الانتقاص مما سماه عدالة قضية الجنوب اليمني. فيما دعت الأممالمتحدة أمس إلى تحويل الهدنة الإنسانية التي يطبقها التحالف في اليمن إلى وقف دائم لإطلاق النار. (للمزيد) وأكد هادي، أمام «مؤتمر إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية»، الذي بدأ أعماله أمس في الرياض، أن المؤتمر لأبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته، وأطيافه السياسية والاجتماعية، ولا يمكن مطلقاً استثناء أي طرف. ووعد شعبه ب«أن الفرج سيكون قريباً، وأن مصير الهمجية لم يكن يوماً غير مزبلة التاريخ. ستنتصر بلادنا». وخاطب أبناء الجنوب قائلاً: «ثقوا دائماً بأننا لن نسمح مطلقاً بالالتفاف، أو الانتقاص من عدالة القضية الجنوبية». وأعرب الرئيس اليمني عن الشكر للسعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى الشعب السعودي. وأكد هادي أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يمثل «علامة فارقة على تعافي الجسد العربي في تلبية نداء اليمنيين، لإنقاذهم من حال الفوضى والخراب، التي أنتجتها الأيادي المتسللة لمنطقتنا». وذكر أن من الضروري العمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم وإعادة الأمل، وضمان انسحاب الميليشيات من المدن التي احتلتها، وعدم السماح لتلك الميليشيات باستغلال الهدنة لمزيد من التمدد وقتل المدنيين. وطالب الأممالمتحدة بالعمل على مراقبة تطبيق القرار رقم 2216، وبأن تضطلع بدورها في حماية الشعب اليمني. وقال: «نرحب بأي جهود دولية تدفع نحو التنفيذ الكامل من دون انتقائية لبنود القرار الأممي الأخير، وتلتزم المرجعيات الواردة فيه، المتمثلة في الاعتراف بالشرعية الدستورية، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وبمخرجات الحوار الوطني الشامل، إضافة لما يخرج به مؤتمرنا هذا». وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني عزم وتصميم دول المجلس على مواصلة جهودها، لاستكمال ما تم إنجازه من خطوات جادة نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن، ودعم جهود التنمية فيه، واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وشدد السفير البريطاني لدى اليمن أدموند فيتن - نيابة عن الدول الداعمة للمرحلة الانتقالية - على أن الالتزام بمخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن من شأنه الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه. وقال: «نرفض بشدة استخدام العنف، وندين الأعمال الأحادية كافة، التي تقوض المرحلة الانتقالية السياسية». ودعا السفير البريطاني جميع الأطراف إلى احترام وقف النار، والعمل على تمديده، مشيراً إلى أن المجموعة تؤكد الحاجة إلى منظومات التفتيش الجوي والبحري للعمل بكفاءة، كما هو مذكور في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وذلك للسماح بالحركة القانونية للسفن وللطائرات الضرورية حتى لا تتم إعاقة المساعدات العاجلة للشعب اليمني. وقال مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الأممالمتحدة تقر بأن دول مجلس التعاون الخليجي لها دور محوري في إنهاء معاناة الشعب اليمني، ودعم الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية المستمرة. وأضاف: «يجب الآن أن تتحول الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن تنتهي كل أعمال العنف أياً كان نوعها». وأكد نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد بحّاح عودة الحكومة الشرعية إلى اليمن قريباً، رافضاً تحديد مدة زمنية لتلك العودة. وقال إن العودة ليست مرهونة بالخيار العسكري على الأرض. ووصف مؤتمر الرياض بعد جلسته الأولى بالناجح، «حيث كل الوجوه الوطنية اليمنية موجودة اليوم، وجميع الرموز السياسية. وهذه رسالة لأي لقاء مستقبلي في إطار التنفيذ الأساسي، لكنه ليس حواراً». إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء اليمني السابق حيدر أبو بكر العطاس وجود لواءين من قوات الجيش اليمني في حضرموت بأنهما «الخلايا النائمة التي يستخدمها الحوثيون وميليشيات علي عبدالله صالح متى شاءوا»، متهماً مشاركين في مؤتمر الرياض بالاتصال بالمتمردين. وقال ل«الحياة» إن اللجنة المكلفة بصياغة الدستور اليمني رفضت الإشارة إلى وجود يمن جنوبي، وآخر شمالي. ودعا إلى فتح حوار حول قضايا الجنوب بعد مؤتمر الرياض.