أماطت الأجهزة الأمنية الكويتية اللثام عن سر اختفاء شاب سعودي منذ 12 يوماً، حين عثرت على جثمانه مدفوناً في منطقة طينية بالصحراء. أما المفاجأة فكانت قتله على يد صديقه الكويتي خنقاً، الذي فرّ إلى السعودية بعد تنفيذ جريمته، التي كانت بدايتها «مشادّة كلامية»، وقعت بينهما، وتطوّرت إلى «شجار وعراك بالأيدي». وكشفت المعلومات الأولية التي أفصح عنها رجال مباحث مركز محافظة الأحمدي، عن «العثور على جثّة هامدة، تعود إلى مواطن سعودي، مُلقاة في منطقة الوفرة. فيما تبيّن أن القاتل صديق صاحب الجثة، وهو مواطن كويتي، وذلك إثر خلاف نشب بينهما، أدى إلى وقوع الجريمة التي استخدمت فيها طريقة الخنق اليدوي، ثم لاذ الجاني بالفرار إلى السعودية، بعد ارتكابه الجريمة». ويبلغ المجني عليه 29 عاماً، وهو سعودي الجنسية، ويسكن مع أهله في الكويت منذ زمن. فيما كان في نزهة برية برفقة أقرب أصدقائه، الذي يحمل الجنسية الكويتية، فزادت حدّة النقاش بينهما، الأمر الذي أدى إلى وقوع الشجار، والتماسك بالأيدي، وانتهى ذلك بمقتل السعودي على يد صديقه الكويتي، الذي حاول إخفاء معالم جريمته، بدفن الجثّة في الصحراء والهروب. وبدأ البحث عن السعودي بعد أن افتقده ذووه فانهالوا عليه بالاتصالات بهدف الاطمئنان عليه، ومعرفة سرّ تغيبه الفجائي طوال المدة الماضية، لكنهم لم يرد. وحين أصبح هاتفه خارج نطاق التغطية، لجأوا إلى رجال الأمن، وسجلوا «قضية تغيب»، أحيلت إلى رجال مباحث الأحمدي، الذين أمسكوا بأكثر من خيط للوصول إلى مكان المتغيب، إذ تبيّن أنه لم يغادر البلاد. وعند سؤال ذوي الشاب عن أصدقائه، أشاروا إلى مواطن يُعد من أقرب الأشخاص إلى ابنهم، وبالاستعلام عنه اتضح أنه غادر البلاد إلى السعودية بعد تغيب الشاب مباشرة، ما أثار شكوك رجال الأمن. فيما قاموا بالتحقيق مع أشقاء المواطن، واعترف أحدهم بأن شقيقه كان قبل مغادرته «مرتبكاً»، وعند سؤاله عن سبب الارتباك، حكى له بأنه كان برفقة صديقه السعودي، وحصل بينهما خلاف دفعه إلى خنقه حتى لفظ أنفاسه. وقام الجاني بالتخلص من جثة المجني عليه في منطقة «طينية»، وتحديداً في منطقة الوفرة. وأكد شقيق الهارب أن أخاه حمل أمتعته وبعض حاجاته، وغادر إلى السعودية. فيما قام رجال المباحث بالتحرّي وعمل مسح ميداني في المناطق الطينية، حتى تم العثور على جثة الشاب السعودي، التي كانت مُغطاة بالرمال، وقام ذووه بالتعرف على شقيقهم المفقود. بدورها، استقبلت السفارة السعودية لدى الكويت بلاغاً من ذوي المجني عليه، يفيد بتفاصيل الواقعة، وكذلك أخذ تصريح دفن جثته. فيما قامت بتكليف محامٍ لمتابعة سير القضية مع الأجهزة الكويتية المختصة. وذكرت مصادر ل«الحياة» أن الواقعة بين السعودي والكويتي سببها «مشادة كلامية وقعت أثناء قيامهما بنزهة. فيما قام ذوو المجني عليه بالبحث عن ابنهم المتغيب لأيام عدة، الأمر الذي انتهى بالعثور على جثته مقتولاً». وأوضحت المصادر أنه «حتى الآن لم تتضح أسباب المشادة الكلامية التي وقعت بينهما»، مشيرة إلى أن السعودي يقيم مع أهله في الكويت، وهم مستقرون فيها منذ زمن.