بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في الرياض أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجهود المبذولة في مسار عملية السلام، وآفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمه وتعزيزه في مختلف المجالات، والأوضاع العربية والإقليمية والدولية، إضافة إلى وترتيب البيت الفلسطيني. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس (الثلثاء) خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف السعودية، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اشترطت للتوقيع على وثيقة المصالحة التي اقترحتها مصر بين الحركة وحركة فتح أن تكون مراسم التوقيع في دمشق وليس القاهرة. ورأى أن في ذلك إجحافاً بحق مصر باعتبار أنها صاحبة الفكرة والجهد من أجل التوصل إلى المصالحة الفلسطينية. وقال إن قرار حماس مرتهن بيد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وليس بيد حماس. ورداً على سؤال ل«الحياة» قبيل مغادرته الرياض أمس، امتدح الرئيس الفلسطيني الدور الأوروبي المتقدم في دعم القضية الفلسطينية، خصوصاً المشروع السويدي الآخير، في مقابل الدور الأميركي الذي وصفه بأنه «خجول». وأشار إلى أن فرنسا تسعى إلى عقد مؤتمر دولي لاستئناف عملية السلام، وأن الفرنسيين اتصلوا به لهذا الغرض. وأضاف أنه أبلغ باريس بأنه لا يمانع إذا وافقت روسيا التي اقترحت عقد المؤتمر في موسكو في وقت سابق على تحويله إلى باريس. وأوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «إننا لا نزال ندفع رواتب 77 ألف موظف في قطاع غزة، ونوفر لهم الوقود والدواء والكهرباء والماء على رغم أن الحركة تقتطع ضرائب على تلك الخدمات». وعن الموقف الأميركي تجاه عملية السلام، ذكر عباس أن أوباما أعلن خلال حملته الانتخابية أنه ضد الاستيطان، وعندما اطّلع على مبادرة السلام العربية، التي تبنتها الدول الإسلامية أيضاً، أعجب بها، وقال: «لكني في لقائي الأخير مع الرئيس أوباما فوجئت بأنه ذكر لي أنه لم يستطع اقناع اسرائيل بوقف الاستيطان والعودة إلى المفاوضات»، لافتاً إلى أنه «يتوسم خيراً بالرئيس أوباما». وذكر أبو مازن أن حماس ذهبت إلى السويسريين وطرحت عليهم قبولها بدولة ذات حدود موقتة وإرجاء ملف القدس والأسرى واللاجئين، مشيراً إلى أن اتهام حماس للسلطة الوطنية بالعمل على تأجيل تقرير غولد ستون غير صحيح، وقال: «تأجيل التقرير جاء بناء على رغبة المجموعة العربية والاسلامية داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، وأطلع عباس الصحافيين على كلمة مندوب باكستان في المجلس التي طلب فيها التأجيل بناء على رغبة اسلامية عربية. وجدّد خادم الحرمين للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب وكالة (يو بي أي)، استمرار دعم بلاده للسلطة الفلسطينية في مواقفها تجاه عمليات الاستيطان الإسرائيلية. وقال مصدر في السفارة الفلسطينية في الرياض إن الملك عبدالله وعد الرئيس الفلسطيني أثناء لقائهما ليل أمس في الرياض، بالاتصال عبر القنوات الديبلوماسية في العواصم المؤثرة وخصوصاً واشنطن من اجل ممارسة ضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان واستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين استناداً إلى مبادرة السلام العربية. وتناول الرئيس الفلسطيني البحث مع القيادة السعودية في الأوضاع القائمة الآن في الشرق الأوسط وانسداد أفق التسوية السياسية، إضافة إلى ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية والعلاقات الثنائية. وصرح سفير فلسطين لدى الرياض جمال الشوبكي «أن هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور المتبادل بين الطرفين وحتى يضع الملك عبدالله في صورة آخر التطورات في المنطقة، مشيراً إلى «أن انسداد أفق العملية السلمية ومواقف إسرائيل المتطرفة سيشكلان محور أساس المحادثات في الرياض». وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني سيبحث مع المسؤولين السعوديين، كذلك «تراجع الموقف الأميركي إزاء إسرائيل وتأييده للعدوان على شعبنا الفلسطيني، مضيفاً «أن موضوع المصالحة الفلسطينية سيكون على جدول أعمال اللقاءات هناك». وأوضح «أن الملك عبدالله والرئيس عباس حريصان على الوحدة الوطنية في فلسطين وبالتالي سيكون هناك حديث عن المصالحة والوثيقة التي أعدتها مصر بهذا الشأن ورفض حركة (حماس) التوقيع عليها». وتؤيد الرياض المطالبة الفلسطينية بضمانات أميركية ودولية «مكتوبة» تؤكد أن الهدف من المفاوضات مع إسرائيل هو إنشاء دولة فلسطينية «في حدود 1967 بما فيها القدس» وذلك قبل استئناف المفاوضات، بينما اقترحت إسرائيل في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تعليقاً موقتاً للاستيطان في الضفة الغربية، وتستثني من ذلك مدينة القدسالشرقية. br / وجاءت زيارة عباس الرسمية إلى السعودية، بحسب ما أوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس، في إطار سياسة التشاور الدائم مع الأشقاء السعوديين، خصوصاً خادم الحرمين الشريفين، لما للسعودية من دور إقليمي ودولي مهم جداً، وعلاقات مميزة مع منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس عباس، وكان الملك عبدالله ولا يزال داعماً للقضية الفلسطينية ووحدة شعب فلسطين، من أجل نيل حقوقه المشروعة». وأشار إلى أن الرئيس عباس سيطلع الملك عبدالله على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، كما سيطلعه على شؤون المصالحة الفلسطينية الداخلية، التي رفضت حركة حماس التوقيع عليها. كما سيطلعه على الحاجة الملحّة إلى وحدة فلسطينية – فلسطينية، وتعثر عملية السلام بسبب التعنت الإسرائيلي، برفض وقف كامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدس الشريف».