طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - شنت السلطات الإيرانية أمس، حملة منسقة على المعارضة، متهمة إياها بتلقي دعم من «أعداء أجانب» وتنفيذ سيناريو «صهيوني - أميركي» خلال مواجهات الأحد الدامي، ل «إطاحة النظام». ورد الإصلاحيون مطالبين القيادة باحترام الدستور والاعتذار من الشعب، بعد مقتل متظاهرين خلال إحياء ذكرى عاشوراء. ووصف رجل الدين عباس فايز تباسي زعماء المعارضة بأنهم «أعداء الله» وينبغي إعدامهم. وقال فايز تباسي وهو ممثل للمرشد علي خامنئي إن «المسؤولين عن الفتنة في البلاد محاربون (أعداء الله)، والقانون واضح جداً في شأن حد الحرابة» وحدّه القتل وفقاً للشريعة. وارتفع الى حوالى 20 عدد الشخصيات الإصلاحية المعتقلة منذ الأحد، وبينها الصحافي ما شاء الله شمس الواعظين وشقيقة شيرين عبادي المحامية الحائزة جائزة نوبل للسلام، وصهر زعيم المعارضة مير حسين موسوي. وأكد يوسف يزدي، نجل رئيس «حركة تحرير إيران» ابراهيم يزدي الذي اعتقلته السلطات، أن «الحكومة تستخدم العنف والترهيب، لكن ذلك يجب ألا ينال» من تصميم المعارضين. وتابع يزدي الذي يعمل مدرساً في إحدى جامعات نيوجيرزي: «سنستمر كما كنا». وبعد أيام من الاعتداء عليه لدى خروجه مع عائلته من مسجد شرق طهران، أفاد نجل مهدي كروبي، المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، بأن والده في «ما يشبه الإقامة الجبرية»، اذ يخشى الخروج من منزله بعد رفض الحراس المولجين حمايته بتكليف من الشرطة، ضمان سلامته لدى خروجه. ورجّح نجل كروبي أن يكون موقف الحراس بإيعاز من الشرطة. في الوقت ذاته، أكدت فاطمة زوجة كروبي ان النظام «مسؤول عن سلامة عائلتها»، وزادت: «عائلتي وأنا لا حماية لنا في مواجهة الهجمات الليلية للرعاع». وأورد موقع «جرس» الإصلاحي أن مواجهات جديدة بين طلاب وقوى أمن اندلعت في جامعة طهران ومدينة شيراز، فيما أعلن مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي مقتل 7 أشخاص خلال تظاهرات الأحد. وكان التلفزيون الإيراني أشار الى مقتل اكثر من 15، وحمّلت الشرطة «إرهابيين» مسؤولية مقتل ابن شقيق موسوي، مشيرة الى أن لا علاقة لمقتله بالتظاهرات. في الوقت ذاته، أعلنت السلطات ان عشرات آلاف الأشخاص شاركوا في تظاهرات «عفوية» في المدن الإيرانية أمس، مطالبين بمعاقبة المسؤولين عن احتجاجات الأحد. وينوي مؤيدو الحكومة تنظيم «تجمع شعبي ضخم» في طهران اليوم. واعتبر الرئيس محمود احمدي نجاد تظاهرات المعارضة «مهزلة مثيرة للاشمئزاز». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عنه قوله: «شهدت الأمة الإيرانية كثيراً من هذه المهازل التي أمر الصهاينة والأميركيون بتأليفها». وندد بتصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولين بريطانيين انتقدت قمع التظاهرات، قائلاً: «نصحناهم مراراً، ولكن يبدو انهم مصرون على تلقي الإهانة». وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي وصف تصريحات لمسؤولين غربيين حول التظاهرات بأنها «سخيفة»، مؤكداً «ضلوع» بريطانيا في أحداث ذكرى عاشوراء والتي اعتبرها «مبرمجة، تقف وراءها جهات خارجية». وحذر لندن من أنها «ستتلقى صفعة قوية، إذا واصلت تدخلها في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية». واستدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني في طهران سايمون غاس، وسلمته «احتجاجاً رسمياً على التدخلات في الشؤون الداخلية للبلاد» كما أوردت وكالة «فارس». لكن الخارجية البريطانية أكدت أن غاس «رد بحزم على الانتقادات» الإيرانية، مكرراً تصريحات لوزير الخارجية ديفيد ميليباند الذي دعا الحكومة الإيرانية الى «احترام حقوق الإنسان الخاصة بمواطنيها». وأشار موقع مؤيد للحكومة الى اعتقال مواطن بريطاني خلال تظاهرات الأحد «بينما كان يهاجم المشاركين في مراسم عاشوراء» في طهران. وذكر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن «دولاً غربية تقف وراء أعمال الشغب التي شهدتها طهران» الأحد. أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فرأى أن «تصريحات المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والإسرائيليين مقززة، وليس من شأنها سوى أن تدفع النظام الإسلامي الى مزيد من الشدة»، داعياً الى إنزال «العقوبة القصوى» بمن سماهم «أعداء الثورة». أما «الحرس الثوري» فشدد على أن «المعارضة التي وحّدت صفوفها مع الإعلام الأجنبي، تتلقى دعماً من أعداء أجانب»، مؤكداً أن «محاولة إطاحة النظام لن تسفر عن شيء». في المقابل، أكدت «جبهة المشاركة الإسلامية» وهي أبرز حزب إصلاحي أن «السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية، يتمثل في احترام السلطات القانون واعتذارها من الأمة»، كما أورد موقع «نوروز». في باريس، حضّ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير السلطات الإيرانية على «إطلاق جميع المُعتقلين ظلماً»، مجدداً تأكيد دعم حكومته «جميع الذين يتطلعون الى الحرية والديموقراطية في إيران».