حاولت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني أمس، إقناع المجلس بصوابية التدخل في ليبيا للمساعدة في وقف تدفق قوارب المهاجرين غير الشرعيين نحو الشواطئ الأوروبية. وأكدت في كلمة ألقتها أمام مجلس الأمن أمس، أن الأولوية بالنسبة إلى أوروبا هي ل «إنقاذ الأرواح وتجنب وقوع خسائر بشرية إضافية في البحر» المتوسط. وأبدت وزارة الخارجية الصينية، استعدادها للتشاور ضمن إطار مجلس الأمن على التدخل في ليبيا للمساعدة في وقف تدفق قوارب المهاجرين، وسط تحفظ روسي. وكانت موغريني اقترحت ارسال فرق عسكرية أوروبية للمساعدة في إرساء الاستقرار في ليبيا إذا توصلت الحكومتان الليبيتان، المعترف بها دولياً والأخرى الموازية لها، إلى اتفاق. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إن بلادها «دعمت الجهود الدولية للتعامل مع الجريمة العابرة للحدود بما في ذلك الهجرة في شكل غير مشروع غير أن هناك حاجة للتعامل أيضاً مع الأسباب مثل الفقر». وقالت هوا في مؤتمر صحافي، عندما سُئلت عما إذا كانت الصين ستدعم أي إجراء من الأممالمتحدة: «نحن مستعدون للاستماع لآراء الأطراف المعنية بالتفصيل». من جهة أخرى، صرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس، إن بلاده تؤيد اقتراح الاتحاد الأوروبي إعادة توزيع المهاجرين في شكلٍ متساوٍ بين دول الاتحاد، فيما يُفترض أن تكشف مفوضية الاتحاد عن هذه الخطة خلال الأسبوع الجاري، وتنص على تطبيق نظام حصص لتخفيف عبء المهاجرين عن الدول الجنوبية بخاصة ايطاليا. وقال كازنوف: «هذا الاقتراح كان جزئياً من وحي مقترحات مقدمة من فرنسا. من المنطقي أن يكون هناك إعادة توزيع للأعداد في الاتحاد الأوروبي». وتؤيد دول مثل ألمانيا والنمسا، لا تُعتبَر من «الدول الأمامية» التي تواجه نزوح المهاجرين، نظام الحصص، لكن الاقتراح يحتاج إلى موافقة كل دول الاتحاد ال 28 وهذا غير مؤكد. وكان رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان وصف الاقتراح يوم الجمعة الماضي، بأنه «فكرة مجنونة». إلى ذلك، أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن استعداده للعب دور داعم للبعثة إلى ليبيا «إذا لزم الأمر». وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في مقابلة صحافية أمس: «نؤيد كل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي، لكن لم يكن هناك أي طلب لمشاركتنا»، مشيراً إلى أن برنامج المعاهدة (مع ليبيا)، لا يشمل حالياً سوى عملية إعادة بناء القدرات الدفاعية لليبيا». وفي سياق متصل، أعلنت منظمة العفو الدولية أمس، أن «الانتهاكات المروعة» التي يتعرض إليها المهاجرون المقيمون في ليبيا أو الذين يعبرون هذا البلد تدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم ومحاولة عبور البحر المتوسط للوصول إلى اوروبا. وقال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان إن «الظروف المروعة بالنسبة إلى المهاجرين وتزايد انعدام القانون إضافة إلى النزاعات المسلحة في البلاد تظهر إلى أي درجة أصبحت الحياة خطرة حالياً في ليبيا». إلى ذلك، اعتقلت سلطات أمن الحدود الليبية من بلدة الجفرة الصحراوية الجنوبية 163 مهاجراً مصرياً غير شرعي هُرِبوا عبر الحدود في شاحنة أول من أمس، غداة جولة رئيس الوزراء الموقت لحكومة طرابلس خليفة الغويل على مرافق الاحتجاز في المدينة. وقال الغويل إن حكومته تعمل «بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات»، مضيفاً أن لديهم مراكز اعتقال وقوة شرطة لمواجهة الهجرة غير الشرعية. وحضّ الاتحاد الأوروبي على التعاون معه لحل أزمة الهجرة.