واشنطن، لاغوس، أمستردام – رويترز، أ ف ب – أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأميركي جانيت نابوليتانو أمس، أن لا دليل على أن محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة ركاب أميركية متجهة من أمستردام الى ديترويت تندرج في إطار مؤامرة أكبر، فيما أشارت الى انه من غير المناسب حالياً التكهن بضلوع تنظيم «القاعدة» في المحاولة، علماً أن مصادر التحقيق أفادت بأن عبد المطلب أبلغ المحققين أن أعضاء في «القاعدة» في اليمن أعطوه الشحنة الناسفة وأوضحوا له طريقة تفجيرها، في محاولة للرد على مزاعم شن طائرات حربية أميركية غارات ضدهم في اليمن أخيراً. وعلى رغم تساؤل الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الخرق الأمني للرحلة 253 التي أجرتها شركة «نورث وست ايرلاينز»، أعلنت نابوليتانو أن لا مؤشرات لعدم إخضاع سلطات الملاحة في أمستردام لتحقيق جيد، مشيرة الى انه لم تتوافر معلومات «محددة» أو «ذات صدقية» تحتم نقل النيجيري الى لائحة فحص أخرى أكثر تشدداً. لكن ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ أبلغ محطة «أي بي سي» دهشته لصعود شخص يثير ريبة كبيرة على متن طائرة متجهة الى الولاياتالمتحدة، في ظل إعلان والد الشاب النيجيري انه أبلغ أجهزة الأمن تغير سلوكه الذي «بات لا يتفق مع شخصيته»، علماً أن نابوليتانو تعهدت مراجعة القواعد الخاصة بإدراج أشخاص على لوائح لتحديد احتمال تشكيلهم تهديدات، ومراجعة سياسات وتقنيات الفحص. وناشد روبرت غيبس الناطق باسم أوباما الجمهوريين والديموقراطيين تجنب الخلاف السياسي في شأن الواقعة، و «أن يقرّ الجميع بأن حماية أمتنا قضية غير حزبية». وفيما كشف الحادث التوتر الذي ما زال سائداً في الولاياتالمتحدة بعد ثماني سنوات على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، شهدت الرحلة ذاتها أول من أمس، تشكيكاً في سلوك راكب نيجيري أمضى وقتاً أطول من المعتاد في دورة للمياه داخل الطائرة»، لكن تبين أن الراكب عانى من مرض مثبت، موضحة أن استدعاء الطاقم أجهزة الأمن على أرض مطار ديترويت نتج من تحذير راكب آخر من الحالة المشبوهة، خصوصاً أن عبد المطلب أمضى وقتاً طويلاً في الحمام قبل أن يعود الى مقعده ويشعل مادة متفجرة كانت في حوزته، ما تسبب في حريق صغير نجح الركاب والطاقم في إخماده. وفي سياق التحقيقات المتواصلة في شأن المحاولة الفاشلة، أوضحت مصادر أمنية أن كمية المواد الناسفة التي امتلكها عبد المطلب تكفي لإحداث ثقب في الطائرة، ما قد يؤدي الى سقوطها. واحتوت العبوة بحسب تحليل أولي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي أي) على مادة «بي أي تي أن» التي تعرف أيضاً باسم «بنتاريثريتول» وحملها أيضاً ريتشارد ريد لدى محاولته تفجير طائرة متجهة الى الولاياتالمتحدة باستخدام عبوة مخبأة في حذائه في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2001، وذلك بعد ثلاثة أشهر على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ووضعت العبوة في كيس طوله 15 سنتيمتراً. وكشفت السلطات النيجيرية أن عبد المطلب عاش فترة خارج البلاد ولم يعد إليها إلا عشية الهجوم الفاشل. وقال هارولد ديمورين رئيس هيئة الطيران المدني في نيجيريا إن «عبد المطلب اجتاز إجراءات الفحص المعتادة في مطار لاغوس قبل أن يركب طائرة الخطوط الجوية الهولندية. وامتلك تأشيرة صادرة من لندن تسمح له بدخول الولاياتالمتحدة مرات»، مشيراً الى أن الشاب النيجيري اشترى تذكرة عودة بقيمة 2831 دولاراً من مكتب الخطوط الجوية الهولندية في أكرا عاصمة غانا في 16 الشهر الجاري، وتحدد موعدها في الثامن من كانون الثاني (يناير) 2010. وأضاف: «لم يجر المسافر أي إجراءات خاصة بتحميل حقائب سفر، لكن رصد بحقيبة كتف. خضع لعمليات فحص وتخليص إجراءات سفر طبيعية». وأثارت الواقعة تساؤلات في شأن إجراءات الأمن في مطارات نيجيريا، على رغم انها اجتازت أخيراً عملية مراجعة أجرتها منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو) وأخرى لمنظمة أميركية الشهر الماضي. وفي هولندا، أعلنت السلطات انها تحقق في احتمال وجود شريك لعبد المطلب، بعدما أبلغ زوجان أميركيان كانا على متن الطائرة، هما كيرت ولوري هاسكل، انهما لمحا شخصاً طويلاً متأنقاً قدرا بأنه في الخمسين من العمر يدافع عن عبد المطلب لجعله يستقل الرحلة الى ديترويت. على صعيد آخر، أدى تشديد إجراءات الأمن على الرحلات المتجهة الى الولاياتالمتحدة الى تأخير رحلات. وفي مطار رواسي الباريسي تراوحت فترة التأخير بين ساعة ونصف الساعة وساعتين ونصف الساعة. وأصدرت بعض شركات الطيران تعليمات صارمة فاقت التعليمات الأميركية. وعلى سبيل المثال، أوضح ناطق باسم شركة طيران سنغافورة انه «قبل ساعة من الهبوط في مطار أميركي يمنع مغادرة الركاب مقاعدهم ووضع حقيبة يد قربهم، وعدم وضع أغطية على أجسادهم».