موسكو، كوزمينو (روسيا) – رويترز، أ ف ب، نوفوستي – دشنت روسيا أمس مرفأً نفطياً جديداً على المحيط الهادئ سيسمح لثاني أكبر منتج للطاقة في العالم بعد السعودية بغزو الأسواق الآسيوية وشحن بعض من النفط الخام السيبيري بعيداً من أوروبا. وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لعمال تحت سماء زرقاء مشمسة في مرفأ كوزمينو الذي غطته الثلوج قرب مدينة فلاديفوستوك على المحيط الهادئ: «هذا المرفأ هدية كبيرة لروسيا بمناسبة السنة الجديدة. إنه استكمال لأحد أكبر المشاريع في روسيا المعاصرة. إنه مشروع إستراتيجي إذ يسمح لنا بالوصول إلى أسواق جديدة هي أسواق آسيا والمحيط الهادئ الآخذة في النمو». وتسعى روسيا منذ فترة طويلة إلى تحويل صادراتها النفطية بعيداً من الغرب بسبب العلاقات الباردة غالباً مع الاتحاد الأوروبي، شريكها التجاري البارز. وضغط بوتين على زر فأرة كومبيوتر لبدء تدفق الخام إلى ناقلة النفط «موسكو يونيفرستي» التي تبلغ حمولتها مئة ألف طن. ولفت مسؤولون إلى أن الناقلة تستعد للإبحار إلى هونغ كونغ على رغم الرياح. وأعلن بوتين أن المرفأ كلف شركة «ترانسنفت» الحكومية الروسية لخطوط الأنابيب بليوني دولار. كما أنفقت الشركة 12 بليون دولار لربط حقول سيبيريا بخط أنابيب إلى شرق سيبيريا سيُرسل منه النفط الخام إلى كوزمينو بالسكك الحديد في حين تتجه وصلة للأنابيب إلى الصين. ويتعين على «ترانسنفت» إنفاق 10 بلايين دولار أخرى لبناء خط أنابيب إلى كوزمينو المتوقع أن يصبح ثالث أكبر منفذ نفطي بحري لروسيا بعد بريمورسك على بحر البلطيق ونوفوروسيسك على البحر الأسود. وتعتزم روسيا تصدير 250 ألف برميل يومياً من خام مزيج إيسبو الروسي من طريق كوزمينو في الربع الأول من 2010. وقد ترتفع الصادرات إلى 600 ألف برميل يومياً في السنوات القليلة المقبلة. وشدد بوتين على أن المشروع «إستراتيجي سيسمح لروسيا بدخول أسواق جديدة في المحيط الهادئ وآسيا حيث لا تتمتع بوجود كاف». وأشاد رئيس الوزراء ب «ترانسنفت» لأنها «نجحت في كل ذلك على رغم الأزمة الاقتصادية العامة». وكانت «ترانسنفت» و «الشركة الصينية الوطنية للنفط» وقعتا في تشرين الأول (أكتوبر) 2008 اتفاقاً لمد فرع من أنبوب النفط إلى الصين، ثاني أكبر دولة مستهلكة للطاقة بعد الولاياتالمتحدة. من جهة أخرى، أعلنت شركة «نورد ستريم إيه جي»، التي تدير مشروع خط الغاز الشمالي، ويتضمن إنشاء خط أنابيب في قاع بحر البلطيق لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى بلدان أوروبا الشمالية، أن السلطات الألمانية «سمحت بمد خط أنابيب الغاز في المياه الألمانية لبحر البلطيق». وقال المدير التنفيذي للشركة ماتياس فارنيغ: «يجب أن تحصل الشركة على ترخيص آخر من فنلندا للمباشرة في العمل بالمشروع في ربيع عام 2010 ، كي يبدأ الضخ عبر خط الغاز الشمالي عام 2011».