ما زلنا ننظر إلى نظام الاحتراف على أنه آلة «المكينة» تضع فيها درهماً، لتعطيك مشروباً في أقل من 10 ثوان، ولو كان الأمر بتلك السهولة، لكنا حللنا الكثير من مشكلاتنا عن طريق «المكينة». إلى الآن ما زلنا لم نستوعب هذا النظام في المجال الرياضي، فنحن ننظر دائماً إلى الرياضة على أنها هواية وليست عملاً، قد يعود ذلك إلى طبيعة مجتمعاتنا من ظروف اقتصادية واجتماعية وربما سياسية. في المقابل نجد أننا نتعامل مع نظام الاحتراف في أغلب الوظائف في المجتمع منذ عقود، فمثلاً هناك الدكتور، المهندس، المدرس الصحافي، ومثلها من الوظائف التي يؤدي فيها الموظف واجباته الوظيفية بدرجة عالية من الدقة والإبداع والسرعة، فالمعنى الحقيقي لمصطلح الاحتراف هو المهنية، ليس كما يفسرها البعض على أن المحترف يجب أن يكون سوبرمان! الاحتراف - الذي يحاول فيه الكثيرون ربطه بالمبالغ والمصاريف والتكاليف – فسّر لدينا على أساس انه نظام فريد جديد لم يسبق استعماله في مجتمعنا، وهو عكس نظام الهواية، على رغم أنهما نظامان موجودان الى الآن في أفضل بقعة في العالم تلعب كرة قدم. لا أدري لماذا يحاول البعض تصعيب تطبيق الاحتراف الرياضي في مجتمعاتنا العربية؟ في المقابل فكرة الانتقال من الهواية الى الاحتراف ليست بتلك السهولة، مع ان الفارق بينهما هو مسألة تنظيم وتطبيق فقط، ونحن العرب - معروفون – اذا استسهلنا أمراً وصلنا الى مرحلة الاسترخاء والإهمال، فيما نستبعد التفكير في تطبيق الأمور الصعبة، ولو كانت محاولة! الناس أصبحت تريد كل شيء بسرعة وسهولة، مثل «السندويتشات» مثل شراء موبايل، كومبيوتر، خط إنترنت ... إلخ، لا يوجد وقت للتحضير والصبر على النتائج، لذلك المجتمع الرياضي يرغب بشدة في مكينة الاحتراف «أم الدرهم» أو حتى أم 10 دراهم، لا مشكلة فلدينا الأموال، ولكننا لا نملك (...)! بين قوسين - مثلاً: هناك من لا تعجبه مسألة (انتقال اللاعبين) من ناد الى غريمه المجاور، على رغم أن ذلك يحدث في (حياتنا العملية). - مثلاً: هناك من لا يعجبه (تحويل) ناد إلى شركة، مع أن المؤسسات الحكومية تسلك طريق (الخصخصة). - تطبيق أي نظام يحتاج لفترة زمنية مناسبة لإظهار النتائج، وأعتقد أن (السنوات الخمس الأولى) كافية لإظهار السلبيات والإيجابيات، والحكم عليه وعلى من يعملون عليه. [email protected]