تباينت آراء عقاريين في الحكم على انخفاض أو ارتفاع مخططات شرق الخط السريع في مدينة جدة. إذ أكد عدد منهم انخفاضها نتيجة لمخاوف السكان من تكرار كارثة السيول فيما أكد آخرون ارتفاعها ما بين 10 و15 في المئة في المناطق المرتفعة من مخططات شرق الخط السريع. وأكد شيخ طائفة العقار في جدة عبدالله سليمان البلوي أن كارثة السيول التي اجتاحت مناطق سكنية شرق جدة، ستسهم في خفض أسعار العقارات بنسبة 30 في المئة، نتيجة المخاوف التي سيطرت على كثير من السكان ورغبتهم في الخروج من هذه المواقع. وقال ل «الحياة» ان المنطقة لن تتعافى من الأزمة من دون وضع حلول جذرية لمجاري السيول، لذا يجب إعادة دراسة جميع المواقع السكنية في جدة، والتأكد من عدم وجود أحياء سكنية أخرى تقع في طريق مجاري السيول، مشيراً إلى أن عشوائية التخطيط أسهمت في وجود مثل هذه المشكلات، التي يجب علاجها من خلال دراسة مبنية على أسس علمية. من جهته، أكد رئيس التثمين العقاري نائب رئيس اللجنة العقارية في غرفة جدة عبدالله الأحمري ل «الحياة» أن الحركة العمرانية وكذلك البيع والشراء في مخططات جنوب وشرق جدة انخفض بنسبة 20 في المئة، «خصوصاً أن كثيراً من المواطنين لم يستوعبوا ما حدث خصوصاً ان كثيراً من الأهالي بها والقاطنين تحديداً في مخطط التوفيق والسامر قد فضلوا هجر منازلهم وعرضها للبيع والبحث عن أحياء أخرى». وأضاف: «أما العقارات البعيدة عن مناطق الكارثة فقد ارتفعت أسعارها نسبياً وأتوقع لها إقبالاً مقبولاً، ولابد على أصحاب المخططات في شمال جدة ألا يستغلوا الحدث لرفع الأسعار وألا تصل بفعل المضاربة إلى أسعار خيالية». واقترح الأحمري أن تتم إزالة جميع الأحياء التي تقع في بطون أودية ومنها حي قويزة وتعويض المواطنين بأراض في مواقع أخرى ومنحهم قروضاً مالية للبناء وأشار إلى وجود كم هائل من المخططات المتصحرة في جنوب وشرق جدة ولم يستفد منها بالشكل الصحيح، مضيفاً أن تلك المخططات كان من الأفضل اعتمادها وإيصال جميع الخدمات فيها، خصوصاً أنها تقع في مناطق بعيدة عن الأودية ومجاري السيول. وأكد المستثمر العقاري المهندس أحمد الفقيه انه لا يستطيع الجزم بتأثر أسعار العقارات في المناطق المنكوبة بالسيول، مشيراً إلى أن حركة البيع والشراء فيها معدومة ومن الصعب جداً تداول العقار في مثل هذه الظروف. وعن الآثار المتوقعة مستقبلاً للسيول على حركة بيع العقارات، رأى أن مسألة قرب العقار من الأودية أو مجاري السيول أصبح يمثل العامل الأهم بالنسبة إلى المستثمر العقاري، وهو أمر يعد من الدروس المستفادة لسيول جدة، والتي أجد أنها ستغير خريطة الاستثمار العقاري على المدى الطويل. من جهته، كشف صاحب مكتب عقار شهوان الشهيوين أن مخططات شرق الخط السريع، خصوصاً المرتفعة ارتفعت الأسعار فيها خلال الفترة الماضية بنسبة من 10 إلى 15 في المئة، وقال هناك إقبال كبير على تلك المناطق البعيدة عن مجاري السيول والأودية. مشيراً أن الكثير أصبح لديه فكرة سيئة عن مخططات شرق الخط السريع لكن الواقع عكس ذلك فهناك مخططات في شرق جدة في أماكن مرتفعة بعيدة عن تلك المناطق العشوائية التي تضررت من جراء السيول.