استعرضت الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز المسيرة التعليمية للمرأة السعودية، وما حققته من إنجازات على مر الأعوام الماضية. وقالت الأميرة حصة في كلمتها خلال افتتاح الملتقى الوطني لتعزيز مستوى تنافسية المرأة في قطاعي العمل والأعمال في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض أخيراً: «تنظيم هذا الملتقى يعد إضافة قيّمة في دعم مسيرة المرأة السعودية، كما أنه خطوة مهمة نحو إحداث نقلة نوعية وطفرة كبرى في توظيف السعوديات، ودعم الابتكار وريادة الأعمال النسائية، خصوصاً أن المرأة في بلادنا أصبحت تقوم بدور هام في خدمة الوطن ودعم مسيرته التنموية الشاملة»، لافتة إلى أن ملوك السعودية أسهموا عبر التاريخ في دعم التعليم والنهوض به باعتباره حجر أساس لنهضة الأمة والوطن، بدأ بعهد الملك المؤسس عبدالعزيز، رحمه الله، الذي وضع أول نظام للتعليم في السعودية. وأضافت: «من دون استراتيجية قيادتنا الحمية في تعليم المرأة وحماية حقوقها كما جاء في الدين الحنيف، لما كانت هنالك بنية تستطيع المرأة أن تدخل من خلالها إلى مجال المال والأعمال، وهو أول حق لها مثل قدوتنا الأولى خديجة بنت خويلد، التي تحمل اسمها أول قسم نسائي في الغرف التجارية الصناعية السعودية في غرفة جدة، تلتها غرفة الرياض في إنشاء قسم نسائي»، مشيرة إلى أنه قبل 10 أعوام فتح باب الترشيح في انتخابات مجالس الغرف التجارية للمرأة السعودية. وذكرت أن الأسماء النسائية في مجال المال والأعمال كثيرة، ومنها: الدكتورة ناهد طاهر، التي تولت إدارة بنك Gulf One للاستثمار، وسيدة الأعمال الرئيس التنفيذي لمجموعة العليان المالية لبنى العليان. وزادت: «كما أعطى الملك سعود، رحمه الله، أهمية بتعليم المرأة، وإنشاء أول مدرسة لتعليم البنات، وبدأ بتعليم بناته، تلاه الملك فيصل، رحمه الله، الذي دشّن في عهده أولى المدارس الحكومية لتعليم البنات، وأسست زوجته الأميرة عفت آل ثنيان، مدارس دار الحنان، التي أصبحت فيما بعد جامعة عفت برئاسة الأميرة لولوه الفيصل». كما استعرضت الأميرة حصة بنت سلمان مسيرة المرأة السعودية في مجال العمل الخيري والتطوعي، بدءاً من تأسيس الأميرة سارة الفيصل لجمعية النهضة النسائية، وقالت: «جمعت جمعية النهضة النسائية عدداً كبيراً من الأسماء النسائية في شتى المجالات تميزن جمعياً بقدرتهن على إيصال شأن المرأة في مجتمعنا المحافظ إلى ولاة الأمر وأصحاب القرار وإلى العالم». وأضافت: «عملت الأميرة سارة بنت محمد بن سعود في مجال رعاية الأيتام وذوي الظروف الخاصة إلى أن تم تعيينها في منصب المديرة العامة في مكاتب الإشراف الاجتماعي بالسعودية، الذي تفانت فيه لأكثر من ثلاثة عقود، تلا ذلك تعيين نورة الفايز بمنصب نائب لوزير التربية والتعليم». وتابعت: «استكمالاً لمسيرة العطاء عمل الملك خالد، رحمه الله، على دعم التعليم، وبدأ بتعليم بناته، ونحن اليوم نرى وجهاً مشرقاً لعضو مجلس الشورى الأميرة موضي بنت خالد، التي تعمل بجانب أخواتها من أعضاء مجلس الشورى». وذكرت أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، رحمه الله، حدث توسع كبير في مجال التعليم الجامعي والعام للبنات، ونشطت الأميرة لطيفة بنت فهد، رحمها الله، في المجالات الخيرية والاجتماعية، وترأست اللجنة النسوية بمؤسسة العنود بنت مساعد الخيرية. .. وتؤكد أن الملك عبدالله اهتم بالتعليم الجامعي للبنات أوضحت الأميرة حصة بنت سلمان أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - لقي التعليم الجامعي للبنات رعاية بالغة، كما حرص ولي العهد الأمير سلطان - رحمه الله - على ضرورة تعليم المرأة وفسح المجال لها من خلال تأسيسه جامعة سلطان، التي تقف الأميرة نوف بنت سلطان أماً حانية عليها وداعمة لها. وأضافت: «استمر الملك عبدالله في الإنجاز، وتعد جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ثمرة من ثمار غرس والدنا الملك عبدالله - رحمه الله -، كما تبوأت المرأة السعودية في عهده مناصب قيادية في مختلف الإدارات، إضافة إلى دخولها مجلس الشورى». وذكرت أن الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - استمر في رعاية المرأة في جميع شؤونها، وكان سَبّاقاً في فتح مجال أكبر للمرأة في وزارة الداخلية وكراسي الدراسات الأمنية في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية. ولفتت إلى أن مشروع الملك عبدالله لتطوير المرفق القضائي، الذي كان ومازال من أهم أعمدته تخصيصُ محكمة للأسرة، يصب في عمق تعزيز مكانة المرأة، وفتحه مجال ابتعاث المزيد من الطالبات، ومجال دراسة الحقوق والأنظمة للبنات إلى جانب الإعلام المتخصص، ما أحدث أثراً إيجابياً لتكون مسيرة المرأة أكثر اكتمالاً. وقالت: «تميزت الأميرة عادلة بنت عبدالله بدورها في مجال حماية الأسرة والطفل، من خلال برنامج الأمان الأسري، الذي أسسته صيتة بنت عبدالعزيز - رحمها الله». وتابعت: «في مجال الأسرة والمرأة أسست الأميرة سارة بنت مساعد جمعية مودة الخيرية، التي تسعى إلى توفير حلول شاملة لمشكلات الطلاق وآثاره، من خلال تأسيس برنامج الحاضنة القانونية التي أهّلت 60 مستشارة سعودية متخصصة في قضايا الأحوال الشخصية». وأكدت أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يمتد فيه الأمل لتحقيق المزيد من التنمية والرقي في مجال تعليم المرأة ومشاركتها في الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفةً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كان ومازال أباً ومرجعاً للثقافة ورجل العدل والحزم والعطاء منذ أن كان في نجد قلباً نابضاً لأرجاء المملكة ساهراً على إتمام شؤون العدل والقضاء بنفسه. وزادت: «عُرف الملك سلمان باطلاعه الواسع على التاريخ، وبمعرفته الشاملة للأحداث السياسية والعسكرية وكثير من الأعلام المعروفين في تاريخنا المجيد، ومن بينهم نساء بارزات، حفظت كتب التاريخ أسماءهن، وخلدت مشاركاتهن الإيجابية في تاريخ السعودية والعالمين الإسلامي والعربي، وأصدر أخيراً قراراً بإنشاء دار شقيقة لدارة الملك عبدالعزيز تشرف عليها جامعة نورة بنت عبدالرحمن، وتتمثل في مركز سارة السديري لأبحاث المرأة، وفي ذلك تكريم لاسم والدة الملك عبدالعزيز التي زرعت فيه الغرس الذي أنبت الوطن».