اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن التظاهر «حق للجميع» في البلاد، فيما أشارت فاطمة كروبي، زوجة الزعيم المعارض مهدي كروبي، إلى أن ظروف إخضاع الأخير لإقامة جبرية ساءت منذ انتخاب روحاني رئيساً ضيف 2013. وكان روحاني يتحدث خلال «اليوم الوطني للمعلم» الذي يكرّم ذكرى رجل الدين البارز مرتضى مطهري الذي اغتيل في 1 أيار (مايو) 1979. مرتضى مطهري هو والد النائب المحافظ البارز علي مطهري الذي تلقّى تهديدات من تنظيم طالبي، لمنعه من زيارة مدينة مشهد. وكان مطهري ألغى قبل أسابيع خطاباً في جامعة في مدينة شيراز، بعد تعرّضه لاعتداء من شبان رشقوا سيارة أجرة كان يستقلّها، بحجارة. وللمرة الأولى منذ 8 سنوات، شهدت طهران في عيد العمال، تظاهرة شارك فيها آلاف من العمال، طالبوا برفع أجورهم وتحسين ظروف العمل. لكن السلطات الإيرانية كانت اعتقلت عشية العيد، خمسة من قياديّي الحركة العمالية، بعدما نظم آلاف من المعلمين تظاهرات صامتة في 37 مدينة الشهر الماضي، احتجاجاً على تدني أجورهم. وقال روحاني إن حكومته «تقرّ الحق في الاحتجاج للناس من كل مناحي الحياة»، مذكراً بسماحها للعمال بتنظيم مسيرة في عيد العمال. ورأى وجوب التخلي تدريجاً عن النظام التعليمي التابع كلياً للدولة، وأن يصبح غير رسمي. وكرر الرئيس الإيراني أن على الشرطة حصر دورها بتطبيق القانون، لا تنفيذ الشريعة. وقال إن الشرطة «وُجدت لكي تكون قوية وتطبّق القوانين ويحمل عناصرها أصفاداً وأسلحة. وإذا قلنا لهم أنتم طلاب الحوزة الدينية ويمكنكم تفسير الإسلام، سيثير ذلك فوضى». وأضاف أن «مهمة كل أساتذة المدارس والجامعات وطلاب الحوزة، فهم الدين وتفسيره، وتدريس الإسلام ونشره وشرحه». وتابع أن «تقدّم الإسلام والنظام متوقف على أن يقوم كل شخص بعمله كما يجب». وكان روحاني أبلغ قادة الشرطة قبل 10 أيام أن «على الشرطة تطبيق القوانين فقط»، وزاد: «لا يمكن لأي ضابط شرطة القول إنه يستطيع تطبيق الشريعة». وأثارت تصريحاته غضباً لدى أوساط أصولية، اذ قال رئيس مجلس خبراء القيادة محمد يزدي: «على السلطة التنفيذية بموافقة المرشد (علي خامنئي)، أن تطبق قوانين الإسلام، ولا يمكنها أن تقول لا للإسلام». إلى ذلك، أعلن رئيس نقابة الحلاقين في إيران مصطفى غوفاهي «حظر تسريحات الشعر الشيطانية»، مهدداً بسحب ترخيص العمل من مصففي الشعر الذين يوافقون على إجراء تسريحات لزبائنهم «تنتهك قواعد النظام الإسلامي». ويُحظر القرار على الرجال، الوشام ودخول مراكز تسمير البشرة ونتف الحاجبين. في غضون ذلك، وجّهت فاطمة كروبي رسالة إلى وزير الاستخبارات محمود علوي، لفتت إلى تفاقم «غياب المحاسبة» في شأن زوجها مهدي كروبي والزعيم المعارض الآخر مير حسين موسوي الخاضعين لإقامة جبرية منذ عام 2011، منذ تولي روحاني السلطة. وأشارت إلى أن وزارة الاستخبارات كانت دوماً منفّذ الإقامة الجبرية، مستدركة أن مسؤولي تنفيذها يقولون إن حقوق الزعيمين تستند إلى قرارات يتخذها «مسؤولون بارزون» لا يكشف أحد هويتهم. وتابعت: «خلال عهد وزير الاستخبارات السابق، كان هناك وسيط يمكنه اتخاذ قرارات في شأن مسائل يومية محدودة، أو ينقل قرارات رؤسائه. الآن هناك تنصّل كامل من المسؤولية، ولا وسيط فاعلاً لتسوية أبسط مسألة». في السياق ذاته، اعتبرت الكاتبة الإيرانية سحر دليجاني التي وُلدت عام 1983 في سجن إيفين في طهران حيث كان والداها معتقلين، أن نظام بلادها «انتهى ثقافياً واجتماعياً، ولم يبق إلا أن ينتهي سياسياً». واستدركت أن «أحداً لا يريد ثورة جديدة في إيران. الناس يريدون إصلاح النظام، والإصلاح يتطلب وقتاً طويلاً».