سيطرت المقاومة الشعبية في مأرب شرق اليمن على مواقع للمتمردين الحوثيين غرب المحافظة. وقال قيادي في المقاومة إنهم سيطروا على عدد من المواقع التي كان المتمردون يتحصنون بها، بعد معركة شرسة بدأت منذ منتصف ليل أمس. وأشار إلى أن المعركة خلفت عشرات القتلى في صفوف الحوثيين وأدت إلى انسحابهم إلى مناطق بعيدة، فيما استشهد اثنان من رجال المقاومة. من جهة ثانية، أكدت وزيرة الإعلام اليمنية المكلفة باللجنة العليا للإغاثة في اليمن نادية السقاف أن اليمن بحاجة إلى بليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية خلال الأشهر الستة المقبلة. وقالت الوزيرة السقاف في تصريح للصحافيين على هامش اجتماع في الدوحة أمس لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن إن «الأوضاع الإنسانية متدهورة بشكل كبير جراء انعدام الخدمات الصحية والتعليمية كافة والكهرباء والمياه والأمن، وغيرها من الخدمات واليمن بحاجة إلى بليون دولار لمواجهة الحاجات الإنسانية». وأفادت بوجود 1.4 مليون من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي يضافون إلى أكثر من 10 ملايين من السكان وفقاً لإحصاءات سابقة، محذرة من عواقب عدم توفير الوقود خلال الأسبوعين المقبلين، «لأن عمليات الإغاثة ستتوقف تماماً». وعقد في الدوحة أمس اللقاء التشاوري حول الوضع الإنساني في اليمن، الذي دعت إليه الهيئة اليمينة للإغاثة والتنسيق التابعة لرئاسة مجلس الوزراء في اليمن بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية. ويأتي هذا الاجتماع الذي حضره عدد من ممثلي المنظمات الإنسانية في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم الإسلامي، بهدف تعزيز التشاور والبحث عن أنجع السبل للاستجابة الإنسانية في اليمن. وسلط الاجتماع الضوء - بحسب وكالة الأنباء القطرية - على التحديات والصعوبات التي تواجه جهود الاستجابة الإنسانية في اليمن، والتعريف بهيئة الإغاثة والتنسيق اليمينة وكيفية التنسيق معها، ومعرفة خريطة الفاعلين الإنسانيين، وتوزيع الأدوار بينهم، والتشاور حول السبل الممكنة للاستجابة الإنسانية في اليمن بفعالية وكفاءة. وقال مدير إدارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية القطرية السفير الدكتور أحمد المريخي إن الاجتماع يأتي «في ظرف إنساني عصيب يمر به اليمن الشقيق، ما يحتم تكثيف الجهود والمبادرات النوعية والعاجلة في المجال الإغاثي والإنساني». وأعرب الدكتور المريخي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية عن ثقته بقدرة المنظمات والجمعيات الخيرية والإغاثية في الخروج من هذا اللقاء بتصور واضح وآليات تنسيق نوعية تسهم بالرقي بالعمل الإغاثي والإنساني في اليمن. وأكد أهمية التنسيق وتوحيد الجهود في مثل هذه الظروف، إذ يلزم التدخل السريع لضمان وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها على رغم العقبات والظروف. ورحب بإنشاء الهيئة اليمنية للإغاثة والتنسيق، داعياً إلى ضرورة التنسيق معها ومع الآليات التي تضمن نجاعة هذه المساعدات. وقال: «لا تزال الجهود قائمة لتوصيل المساعدات، إذ تم إرسال مساعدات قطرية عاجلة وتسيير جسر جوي عن طريق جيبوتي». من جانبه، وصف سعادة الدكتور عزالدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني الوضع في اليمن بأنه «كارثي ويزداد تدهوراً». وحذر من انهيار كامل للمؤسسات الصحية ومنظومة الكهرباء والمياه إذا لم يتم تداركها في أقرب وقت، وقال: «هناك خشية حقيقية أن يعلن ذلك خلال أيام قليلة». وأضاف: «نحن بحاجة لتحرك سريع وفاعل لجميع المنظمات الإنسانية والدول الشقيقة ونتطلع إلى خبرة المنظمات الإنسانية التي عملت على الأرض في فترات سابقة». وتابع: «الهدف من الاجتماع ليس للتباحث ومناقشة الرؤى والتصورات، وإنما الهدف اتخاذ خطوات ملموسة على الأرض خلال ساعات». وأشار إلى التدهور الكبير في الخدمات الصحية جراء الاستهداف المباشر للمستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الإسعافية من الميليشيات المسلحة والألوية العسكرية المتمردة بهدف إلحاق أكبر ضرر بالمواطن من دون مراعاة لأبسط قواعد الحرب المتبعة. وتحدث عن مقتل ما يزيد على 1224 مدنياً بشكل مباشر خلال الفترة من 19 إلى 27 نيسان (أبريل) الماضي، متوقعاً أن يكون العدد تضاعف نظراً لاستمرار حصار وقصف مدن مكتظة بالسكان مثل الضالع وعدن وتعز وغيرها مع انهيار مستمر للخدمات الصحية. وفي مجالات الكهرباء والمياه أشار إلى أن هناك استهدافاً مباشراً لمنظومة الكهرباء والمياه، «خصوصاً في عدنالمدينة الساحلية التي هي اليوم بأمسّ الحاجة إلى الكهرباء والمياه». وتمنى وزير حقوق الإنسان اليمني أن تكون هناك استجابة سريعة لإيصال المساعدات، وتابع: «هناك الآن لجنة إغاثة عليا برئاسة نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء خالد بحاح، تعكف على رسم الاحتياجات بشكل متواصل وتقويم الخسائر، فضلاً عن وجود مناطق آمنة يمكن الوصول إليها بسهولة». ولفت إلى إمكان إيصال المساعدات عبر منافذ ومناطق آمنة، مثل المهرة وحضرموت، ثم توزيعها إلى بقية المحافظات، كما تحدث عن محافظة جزيرة سقطرى التي تحتاج إلى مساعدات عاجلة نظراً إلى صعوبة الوصول إليها خلال الأشهر المقبلة، بسبب الرياح الشديدة التي تؤدي إلى عزل الجزيرة عن العالم.