أعلن مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن بلاده لن تجري أي تفاوض، مع أي فئة ضالة، وأنها لن تتفاوض مع المسلحين الذين قاموا بمحاولات يائسة لانتهاك الحدود السيادية السعودية المحاذية لليمن. وأكد أن السعودية لا تتحدث إلا مع «حكومات نظامية». وأعلن الأمير خالد - إثر جولة تفقد خلالها مسرح العمليات العسكرية جنوب بلاده - أن القوات المسلحة السعودية تسيطر على أراضيها بالكامل بعدما طهرتها من المسلحين المتسللين. ونفى وجود أي تجمعات كبيرة حول الشريط الحدودي الجنوبي. وقال مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي أن المنطق يقول إن ولاء المتسللين هو لدولة أخرى غير دولتهم، وان معداتهم وأسلحتهم التي تم تدميرها تدل على أنها لا تأتي من متسللين، «بل أنها تأتي من دولة وربما أكثر من دولة تمدهم». وشدد مجدداً أن القوات السعودية لن تتوانى في قتل أي من يدخل المنطقة التي حددت في السابق بأنها «منطقة قتل». وأوضح الأمير خالد بن سلطان، في تصريحات أعقبت جولته التفقدية أمس، أن كل حدود بلاده «مؤمَّنة بالكامل»، وحذر من أي محاولة لاختراقها «سيتم فيها تدمير المتسلل». وأمهل متسللين قدر عددهم بأربعة أشخاص قال إنهم يوجدون في منطقة الجابري الحدودية مهلة تراوح بين 24 و48 ساعة لمغادرة المنطقة، «وفي حال عدم تراجعهم إلى بلدهم سيتم تدمير الموقع بأكمله دون هوادة». وأعلن مساعد وزير الدفاع السعودي أن عدد شهداء القوات المسلحة السعودية بلغ في العمليات الحدودية الجنوبية 73 شهيداً و26 مفقوداً، بينهم 12 شهيداً أبلغت السعودية بأن الله توفاهم لكنها لم تتسلم جثثهم بعد، كما أن هناك جثثاً أخرى لم تتضح بعد أماكنها. وقال إن عدد المصابين انخفض من 470 إلى 60 مصاباً. وذكر أن الخسائر في صفوف المتسللين «كبيرة جداً». وحول ما تم إنجازه على أرض المعركة وتصريح قائد القوات البرية حول تطهير 75 في المئة من الحدود، قال الأمير خالد: «أنتم فهمتم خطأ كلام قائد القوات البرية، لأن 75 في المئة هي التي تتمركز بها القوات، أما ال 25 في المئة فهي تحت سيطرتنا لكن توجد بها نقاط يتسلل منها واحد أو اثنين أو ثلاثة في الفترة الحالية»، مؤكداً عدم وجود تجمعات على الشريط الحدودي. وأضاف: «الشريط السعودي كله الآن تحت السيطرة ونحن نتعامل معهم كمتسللين فرادى، واحد أو اثنين، أما كاستعادة السيطرة على حدودنا في المملكة العربية السعودية، فأنا أؤكد لك أنها مسيطر عليها تماماً، أما ال 25 في المئة أو أقل فهي منطقة يدخلها المتسللون عبر الجبال ولا تعني شيئاً لنا كمحاربين». وأكد الأمير خالد بن سلطان أن السعودية تحترم الأسرى حتى لو كانوا أعداء، وأنها مسؤولة عن راحتهم طبقاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وكشف مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي أن بين عناصر التسلل من يحمل جنسيات دولتين إلى ثلاث دول، لكنه لم يشأ الإفصاح عن اسم أي من تلك الدول. وأضاف: «إن المعارك والاشتباكات العسكرية الكبيرة على الشريط الحدودي مع المتسللين باتت شبه منتهية، خصوصاً خلال الأسبوع الحالي. ولم يتبق سوى تسللات بسيطة واستخدام قناصة، ستكون القوات السعودية لها بالمرصاد حتى آخر متسلل». وطمأن شعب بلاده إلى أن المهمة الخاصة بإحباط عمليات التسلل «تمت بنجاح»، مؤكداً استمرار بقاء القوات السعودية على الشريط الحدودي» حتى لو كان هناك مجرد متسلل واحد فقط». وأضاف: «لهذا لا تخافوا على المملكة ما دام جند خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحمونها أرضاً وسماءً». وشدد على أن القوات المسلحة السعودية في تدريب مستمر. ولفت إلى أن بداية المهمة العسكرية على الشريط الحدودي تم التجاوب معها خلال ثلاث ساعات بالقوات الجوية والبرية والبحرية كافة «في مدة بسيطة وبتحرك ممتاز لم تحدث فيه أي حادثة». وقال إنها تمكنت خلال الشهر ونصف الشهر الماضي من تدمير جميع التجمعات التي استحدثها المتسللون داخل نطاق الشريط الحدودي. وزاد أنه لم يبق سوى متسللين بمجموعات تراوح بين فرد وثلاثة أفراد، وأنهم اعتمدوا في الوقت الراهن، جراء انعدام قدرتهم على المواجهة مع القوات المسلحة السعودية، على أعمال القناصة. وشدد مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي على أن السعودية لا تريد محاربة أحد، ولا تريد التدخل في خصوصية أي دولة مجاورة، وأنها تتمنى أن تكون مساندة لدولة اليمن وازدهارها، متمنياً على المتسللين العودة إلى عقلهم ورشدهم، وإلى أن يكون ولاؤهم لدولتهم وليس لأي دولة أخرى.