كشفت المنظمة العالمية لمكافحة التعذيب أن ميليشيات ليبية مسلحة تحتجز مهاجرين غير شرعيين في أقفاص حديقة الحيوانات وعدد من المدارس في العاصمة طرابلس وتعذبهم في ظروف وصفتها بأنها «غير إنسانية». وأوضحت المنظمة أن رجالاً ونساء وأطفالاً من المهاجرين محتجزون منذ أشهر في 17 مركز اعتقال رسمي و20 سجناً موقتاً أُقيم على عجل، منها ما كان مدرسةً وحديقة الحيوانات المهجورة منذ سنوات في العاصمة الليبية التي تسيطر عليها ميليشيات «فجر ليبيا». وقال المسؤول عن ملف ليبيا في المنظمة العالمية لمكافحة التعذيب كورن سينغ إن بعض المهاجرات غير الشرعيات يجبَرن على ممارسة الدعارة حتى يصبحن حوامل وعندها يتم إعادتهن إلى مراكز الاحتجاز. وأضاف أن هؤلاء المهاجرين يُحتجَزون في هذه المراكز كخطوة أولى لتجميعهم تمهيداً لتهريبهم إلى أوروبا في مراكب صيد متهالكة عبر البحر المتوسط انطلاقاً من شواطئ طرابلس. وتابع المسؤول عن ملف ليبيا في المنظمة، قائلاً إن «المحتجزين في كثير من الأحيان لا يستطيعون الوصول إلى الأطباء حتى في حالات المرض التي قد تؤدي إلى الموت»، مشيراً إلى انتشار أمراض في صفوفهم مثل الجرب والسل. وقال سينغ إن هذه السجون مكتظة للغاية ب3 أضعاف عدد المحتجزين الذين ينبغي أن يكونوا فيها حيث يعيشون في ظروف بائسة لاسيما في ظل حرارة الصيف. ووثقت المنظمة الدولية عشرات حالات التعذيب التي تعرض لها مهاجرون في أماكن الاحتجاز من بينها الصعق بالكهرباء وإطفاء أعقاب السجائر في أجسادهم. وفي سياق متصل، ألقت قوة حماية الجفرة التابعة لحكومة طرابلس الموازية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً برئاسة عبدالله الثني، القبض على 600 مهاجر غير شرعي من الجنسيات الاريترية والسودانية والأثيوبية والصومالية بعضهم مصاب بأمراض معدية. وأفادت مصادر قوة الحماية عن «وجود أكثر من ألف مهاجر غير شرعي في الجفرة بعضهم يحمل أمراض معدية مختلفة، ما يشكل خطراً على السكان»، مشيرةً إلى عدم توافر الإمكانات لإيوائهم وتقديم العلاج والغذاء لهم». إلى ذلك، أوقفت البحرية الملكية المغربية في البحر الأبيض المتوسط قبالة طنجة (شمال) 48 مهاجراً غير شرعي من دول جنوب الصحراء، حاولوا العبور إلى جنوباسبانيا بواسطة زوارق مطاطية. وذكرت سلطات ولاية طنجة أن هذه المحاولة «تمت في وقت مبكر من صباح السبت بواسطة 6 زوارق مطاطية للعبور إلى الضفة الأخرى»، موضحة أن العملية تمّت من دون أي إصابات. على صعيد آخر، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة في ليبيا «متعثر». وأكد عدم وجود أي ملجأ آخر سوى الحوار للخروج من الأزمة الليبية، مؤكداً أن بلاده تعارض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وقال : «ليبيا منقسمة بين شرق وغرب. المنطقة الشرقية لها حكومة معترف بها دولياً ونفوذها لا يمتد للغرب وطرابلس هي المنطقة المهمة لتونس ويجب التعامل معها». وكان وزر الخارجية التونسي الطيب البكوش استقبل وفداً من الحكومة الليبية التي تسيطر على طرابلس بقيادة النائب الرابع لرئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام المكلف مصطفى أبوتيته ووزير الخارجية محمد الغيراني، حيث جرى بحث «ظاهرة الهجرة غير الشرعية والوضع الأمني المشترك وتأمين الحدود».