أعلنت الحكومة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس أنها ستتصدى لأي خطوات أحادية الجانب يتخذها الاتحاد الأوروبي لمهاجمة مواقع يستخدمها مهرِّبو البشر، وحثت الاتحاد على التشاور معها بشأن خطط مواجهة أزمة الهجرة، فيما توقعت إيطاليا وصول نحو 200 ألف مهاجر إلى أراضيها بحلول نهاية العام الجاري. وقال وزير الخارجية في الحكومة الموازية، محمد الغيراني، إن حكومته المنافسة للحكومة الليبية المعترف بها دولياً عرضت مراراً المساعدة في التعامل مع المهاجرين الذين ينطلقون من الشواطئ التي تسيطر عليها «لكن اقتراحاتها رُفِضَت». وتُسلِّط تصريحات الوزير، التي أدلى بها في مقابلة مع صحيفة «تايمز أوف مالطا»، ونُشِرَت أمس الخميس، الضوء على التحديات التي تواجه وزراء دول الاتحاد الأوروبي لإيجاد سبل لوقف تدفق المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم بالسفر من ليبيا. وتساءل الغيراني »لنفترض أنك قصفت موقعاً ما، كيف ستعرف أنك لم تصب شخصاً بريئاً أو صياداً؟ هل تملك أوروبا دقة شديدة؟»، واعتبر أن حكومة طرابلس تفعل ما بوسعها حتى تتعاون أوروبا معها في التصدي للهجرة غير الشرعية «لكنهم يقولون لنا دائماً إننا لسنا الحكومة المعترف بها دولياً، والآن لا يمكنكم اتخاذ قرار بمثل هذا التحرك، عليكم الحديث معنا». ونقلت الصحيفة عن الغيراني قوله إن أي هجمات أحادية الجانب سيتم التصدي لها دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا بعد أكثر من 3 سنوات على الإطاحة بمعمر القذافي. وتدعم جماعات مقاتلة ساعدت في الإطاحة بالقذافي الحكومتين. ولا يعترف المجتمع الدولي سوى بحكومة رئيس الوزراء، عبدالله الثني، التي تباشر عملها من الشرق منذ سيطر فصيل فجر ليبيا على العاصمة صيف العام الماضي. وتنامى الغضب الأوروبي هذا الأسبوع بعد مقتل ما يصل إلى 900 مهاجر غَرِقَ قاربهم وهم في الطريق من ليبيا إلى أوروبا. بدوره؛ قال مسؤول أمني إن قوات الأمن الموالية لحكومة طرابلس ألقت القبض على 45 شخصاً من بنجلادش كانوا في انتظار المهربين لنقلهم. إلى ذلك؛ ذكر تقدير لوزارة الداخلية الإيطالية أن الأشهر الخمسة المقبلة قد تشهد وصول نحو 5 آلاف مهاجر أسبوعياً إلى إيطاليا عن طريق البحر قادمين من موانئ في شمال إفريقيا ما لم تُتَّخَذ تدابير لمعالجة المشكلة. ونشرت صحيفة «إل ميساجيرو» التقديرات في عددها الصادر أمس في روما، وأكدها مصدر في الوزارة وجاء فيها أن نحو 200 ألف شخص قد يصلون إلى إيطاليا بحلول نهاية العام الجاري. وتتزايد أعداد المهاجرين عادةً في شهور الربيع والصيف بسبب تحسن الأحوال الجوية في البحر المتوسط، لكن من المتوقع أن يزداد الوضع سوءاً بسبب تنامي الفوضى في ليبيا التي ينطلق منها معظم المهاجرين. وأدى غرق نحو 900 شخص بينهم نساء وأطفال الأسبوع الماضي إلى صدور دعوات لعمل مشترك بهدف وقف تدفق المهاجرين الفارين من الحروب والمصاعب في إفريقيا. وتسبَّب قرار الحد من العمليات البحرية العام الماضي على ما يبدو في زيادة المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون دون تقليل أعدادهم. وأنهت إيطاليا مهمة «ماري نوستروم» التي كانت تقوم بها ونُسِبَ إليها الفضل في إنقاذ حياة أكثر من 100 ألف مهاجر العام الماضي، وارتبط قرار وقفها برفض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تمويل المهمة. وحلَّ نظام أوروبي أصغر محل العملية الإيطالية وركَّز على القيام بدوريات على حدود الاتحاد الأوروبي، بعدما قالت بعض الدول إن إنقاذ المهاجرين يشجع مزيداً منهم على المجيء. وفي مالطا؛ أقيمت أمس صلوات دينية مختلفة على أرواح 24 من ضحايا الكارثة. وحضر الصلوات وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو. وتقول وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 1800 مهاجر قُتِلوا في البحر المتوسط هذا العام مقارنة بأقل من 100 خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الماضي. من جهتها؛ أعلنت الشرطة في مدينة سرقوسة بصقلية الإيطالية أن 8 مصريين اعتُقِلوا للاشتباه في أنهم من مهربي البشر. وأفادت في بيانٍ لها أمس بأن المصريين ال 8 كانوا أفراد طاقم قارب صيد مسجَّل في مصر وتم إيقافه وعلى متنه قرابة 450 مهاجراً.