فشلت روسيا في تمرير بيان في مجلس الأمن، يدعو إلى «وقف لإطلاق النار في اليمن وإعلان هدنات إنسانية»، في جلسة طارئة دعت إليها مساء الجمعة. واتهم السفير الروسي فيتالي تشوركين، قبيل عقد الجلسة، الدول المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بأنها «غير مهتمة بالانخراط مع مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى اليمن، والعودة في أسرع وقت الى المفاوضات السياسية». وقلّل تشوركين من إمكان نجاح المفاوضات بين اليمنيين في العاصمة السعودية الرياض، معتبراً أن «أطرافاً لن تشارك فيه»، وأشار إلى أن «جنيف قد تكون المكان الأمثل لجمع الأطراف» حول طاولة المفاوضات. وانتقد تشوركين بشدة، العملية العسكرية التي يقودها التحالف في اليمن، معتبراً أنها «لا تتوافق مع قرار مجلس الأمن 2216، لأن القرار لم ينصّ على فرض حصار بحري ومنع وصول المساعدات الإنسانية والوقود، خلافاً لما يفسّره». وقال إن «قرار مجلس الأمن 2216 لم ينص على استخدام كل الوسائل لتطبيق القرار، ونحن أمام تجاوز للمفهوم الذي أجمعنا عليه بدعم الجهود السياسية لمجلس التعاون الخليجي، ونحن الآن أمام تجاوز للقرار الذي لم ينصّ على العملية العسكرية». وقال إن حق الدفاع عن النفس وفق المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، «يعني مواجهة عدوان من خارج البلاد وفق القانون الدولي، علماً أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجّه مناشدته لتدخل الدول «لمواجهة عدوان». ودعا المندوب الروسي المملكة العربية السعودية، إلى «العمل على استئناف المفاوضات السياسية في أسرع وقت بهدف العودة إلى الوضع الطبيعي»، كما اعتبر أن على «الولاياتالمتحدة التي تدعم التحالف، أن تشعر بالمسؤولية حيال النتائج الإنسانية للعملية العسكرية». وكان تشوركين اقترح على مجلس الأمن، مشروع بيان «يعبّر فيه مجلس الأمن عن القلق البالغ حيال الوضع الإنساني والأمني المتدهور في اليمن، وتبعات استمرار الأعمال القتالية». ودعا مشروع البيان الروسي، إلى «وقف إطلاق نار فوري أو على الأقل إلى هدنات إنسانية عادية، بهدف استئناف إيصال المواد الأساسية إلى السكان المدنيين، وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية الميداني»، مؤكداً أن «الحل المستدام للأزمة اليمنية يمكن تحقيقه فقط من خلال استئناف، من دون تأخير، الحوار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة مع كل الأطراف اليمنية المعنية، في مكان تتّفق عليه الأطراف جميعاً». وشدّد على «الدعم الكامل لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد شيخ أحمد، والحض على تسريع الجهود بهدف التوصَل الى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية».