شهدت احتفالات بعيد العمال مسيرات في عواصم عدة في العالم أمس، ومواجهات بين الشرطة التركية ومتظاهرين تحدّوا الحكومة في ساحة «تقسيم» في إسطنبول، وسط مشاركة «شبيحة» انخرطوا في «تأديب» المحتجين. ونظم آلاف من العمال مسيرة في طهران، للمرة الأولى منذ 8 سنوات، فيما تظاهر حوالى مئة ألف شخص في الساحة الحمراء في موسكو، للمرة الثانية أمام الكرملين منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. كما شارك الرئيسان الكوبي راوول كاسترو والفنزويلي نيكولاس مادورو في تظاهرة في هافانا. في ساحة «تقسيم»، استخدمت قوى الأمن التركية خراطيم مياه وغازاً مسيلاً للدموع، لمواجهة متظاهرين ردوا بإلقاء حجارة ومفرقعات على رجال الشرطة. وأعلن قائد الشرطة في إسطنبول اعتقال 136 شخصاً، علماً أن السلطات كانت نشرت 20 ألف رجل أمن وقطعت طرقات وأوقفت وسائل مواصلات، لمنع التجمّع في «تقسيم» التي تشكّل مركزاً رمزياً للتظاهر في عيد العمال، اذ شهدت المناسبة عام 1977 مقتل 34 شخصاً في الساحة. وسُجِّلت في تظاهرة «تقسيم» حالة غريبة، اذ اعتدى «شبيحة» على محتجين قرب الساحة. وعناصر «الشبيحة» المزودون عصياً وهراوات، كانوا يسيرون في أحياء «تقسيم» بحثاً عن متظاهرين لضربهم و «تأديبهم». وكان الرئيس رجب طيب أردوغان، اعتبر أن الإصرار على التظاهر في «تقسيم» هو «استفزاز يحمل أهدافاً غير بريئة»، علماً أن السلطات منعت التجمعات والحشود في الساحة، بعدما شهدت تظاهرات مناهضة لحكومة أردوغان عام 2013. وللمرة الأولى منذ 8 سنوات، شهدت طهران تظاهرة شارك فيها آلاف من العمال، قرب «دار العامل»، وهي نقابة العمال الرسمية. ورفع متظاهرون لافتة كُتب عليها «تشغيل عمال أجانب يعني بطالة العمال الإيرانيين»، كما حمل آخرون لافتات كُتب عليها «اخجل يا رب العمل واصرف النظر عن الرعايا الأجانب». وتُلي بيان في ختام التجمّع دعا إلى رفع الأجور وزيادة تعويضات المتقاعدين، وتطبيق قوانين العمل والتقاعد. واعتقلت السلطات الإيرانية عشية عيد العمال، خمسة من قياديّي الحركة العمالية، بعدما نظم آلاف من المعلمين تظاهرات صامتة في 37 مدينة الشهر الماضي، احتجاجاً على تدني أجورهم. والنقابات العمالية المستقلة محظورة في إيران، كما يواجِه قياديون عماليون أحكاماً مشددة بالسجن. في موسكو، تجاهل حوالى مئة ألف شخص المطر ونظموا مسيرة في الساحة الحمراء، وذلك للمرة الثانية في عيد العمال منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، علماً أن الأول من أيار (مايو) كان مناسبة لتظاهرات ضخمة أمام القادة السوفيات في الكرملين. ولكن بدل الأعلام الحمر مع المطرقة والمنجل، لوّح المتظاهرون امس بأعلام روسيا وحزب «روسيا الموحدة» الذي يتزعمه الرئيس فلاديمير بوتين. وحملوا لافتات كُتب عليها «أفتخر ببلادي» و «بوتين، الوطن والحرية»، فيما اعتبر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن التظاهر مجدداً في الساحة الحمراء هو «تقليد جميل». لكن الحزب الشيوعي الروسي نظم مسيرة مستقلة في موسكو، انتهت عند تمثال كارل ماركس وسط العاصمة، تحت شعار «ضد الفاشية ودعماً لدونباس»، في إشارة إلى انفصاليي شرق أوكرانيا. في هافانا، تقدّم راوول كاسترو ونيكولاس مادورو آلافاً من المتظاهرين في ساحة الثورة. وحرص أوليسيس غيلارتي، رئيس اتحاد عمال كوبا، على تأكيد أن تطبيع العلاقات بين هافانا وواشنطن سيتحقق على «قاعدة احترام سيادة كوبا واستقلالها، ويشمل ذلك رفع الحصار واستعادة الأراضي التي اغتصبتها القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو». وفي مدينة ميلانو الإيطالية، شهد افتتاح معرض «إكسبو 2015» مواجهات بين محتجين أحرقوا سيارتين والشرطة التي أطلقت غازاً مسيلاً للدموع. وأحيا عمالٌ عيدهم العالمي في دول كثيرة، بينها اليونان وإسبانيا وكوريا الجنوبية والفيليبين وألمانيا.