ما إن حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، الأتراك بعدم الاقتراب من ميدان تقسيم الشهير في إسطنبول، حتى كسر متظاهرون أمس وبمناسبة عيد العمال تحذيرات الرجل، الذي قال: "لا تتأملوا بالوصول إلى تقسيم، تظاهروا في أماكن أخرى في إسطنبول". وعاد ميدان "تقسيم" الشهير في إسنطبول التركية إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة لأسباب مختلفة، حيث واجهت قوات الأمن التركية المتظاهرين بمناسبة "عيد العمال" بالقنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه، عكس ما شهدته عدة عواصم عربية، وأوربية، شهدت تظاهرات، لكنها مرت بهدوء. ونزل الملايين أمس إلى الشوارع بمناسبة عيد العمال في مختلف أنحاء العالم في مسيرات سادها التوتر في بعض الأحيان، كما في إسطنبول، التي شهدت صدامات بين المتظاهرين والشرطة. واستخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين، الذين حاولوا اقتحام الطوق الأمني للدخول إلى ساحة تقسيم في إسطنبول التي كانت مركز التظاهرات المناهضة للحكومة السنة الماضية. وقالت مصادر إنه بعد إعطاء إنذار آخير، تحرك مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب مستخدمين خراطيم المياه ضد المتظاهرين أثناء محاولتهم اقتحام الحواجز المؤدية إلى ساحة تقسيم. وقد انتشر عشرات الآلاف من عناصر الشرطة، بلغ عددهم 40 ألفا بحسب وسائل الإعلام التركية لمنع الوصول إلى هذه الساحة. وشلت حركة وسائل النقل العام في هذه المدينة التي تضم 13 مليون نسمة، إذ أغلقت السلطات الطرقات وعلقت خدمات العبارات وأغلقت محطات المترو لمنع حشد المتظاهرين. يأتي ذلك، بعد إعلان تركيا وعلى لسان رئيس وزرائها رجب طيب إردوغان أن العلاقات بين بلاده وإسرائيل يمكن أن تطبع خلال الأسابيع القادمة بعد 4 سنوات من الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الصغير الذي كان متجها إلى غزة لكسر الحصار عن القطاع، وأثار أزمة دبلوماسية. .. ومسيرات في عواصم عالمية ب"عيد العمال" جرت اضطرابات في كمبوديا، حيث استخدمت الشرطة الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب متنزه الحرية في بنوم بنه، الذي أغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما. ونظمت تظاهرات أيضا في إندونيسيا وماليزيا وفي مناطق أكثر تطورا في المنطقة، مثل هونج كونج وسنغافورة وسول و تايوان، حيث يؤدي ارتفاع الأسعار ولا سيما أسعار السكن إلى زيادة التفاوت الاجتماعي. وفي أوروبا جرت عدة مسيرات في مناسبة الأول من مايو "اليوم العالمي للعمال" الذي أطلق أثناء تحرك من أجل خفض ساعات العمل في نهاية القرن التاسع عشر في الولاياتالمتحدة. وفي إيطاليا، حيث تعهدت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رنزي، باعادة الثقة للإيطاليين الذين يخرجون لتوهم من أكثر من سنتين من الانكماش، تظاهر الآلاف ضد البطالة والتقشف. وفي روما دعا الرئيس جورجو نابوليتانو، إلى تبني إصلاحات لتوفير الوظائف. وتبلغ البطالة في إيطاليا 12,7%. وحصلت مواجهات بين الشرطة ومئات المتظاهرين في تورينو، حيث أطلق المتظاهرون قنابل الدخان على الشرطة التي طاردتهم في المدينة الصناعية. وفي فرنسا تظاهرة النقابات تحت شعارات مختلفة في باريس، بعضها احتجاجا على خطة إدخار 50 مليار يورو، التي أعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس، وأخرى تحت شعار دعم أوروبا. وفي موسكو نظمت النقابات الروسية مسيرات في الساحة الحمراء في تقليد يعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، ويأتي في أوج موجة من تشدد الحس الوطني لدى الروس بسبب الأزمة الأوكرانية. وجرت مسيرات في إسبانيا التي تخرج من أزمة اقتصادية، وماتزال تسجل مستويات بطالة قياسية. حيث نظمت تظاهرات في مدريد وأكثر من 70 مدينة أخرى.