يرى الباحث الشرعي زبن الخماش أن التفاهمات ب «أفواه البنادق» طامة كبرى في المجتمعات، إذ إنها تكرس إلى عسكرة المجتمع، وفرض مبدأ القوة في الحلول، وذلك كنتيجة للتجنيد الإجباري الذي يفرض على الشعوب. وقال ل «الحياة» إن التجنيد ليس خياراً جيداً بالضرورة، فالدول التي تتصدر الآن اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، وأخلاقياً ليس لديها جيش، عوضاً عن أن يكون لديها مواطن مقاتل، مستدلاً إلى ذلك بدولة اليابان، مضيفاً: «انظر في المقابل إلى الدول التي تعتمد على الحشود الشعبية وعسكرة المجتمع تقع في ذيل القائمة اقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً كإيران». واعتبر الخماش الرافض لفكرة التجنيد الإجباري أن الحشود والجيوش الشعبية ما هي إلا مواطن مجنّد، إذ ليس من المنطقي أن يكون المواطنون كافة في الثكنات العسكرية، بينما يتم العزوف عن المصانع والمدارس والجامعات. وأشار إلى أن التجنيد ليس خياراً جيداً، فمجتمعنا مسالم وليس مجتمعاً مجنداً، فالأيديولوجيات التي تعتمد العنف تجد صعوبة في تحويل الفكر إلى ممارسة، وعسكرة المجتمع هي ما تبحث عنه هذه الأيديولوجيات حتى يسهل عملها. وأضاف: «التجنيد ليس خياراً جيداً، وكما ورد في الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، ولا تتحقق بعسكرة المجتمع، بل بإعداد جيش مدرب محترف واستجلاب معدات حديثة، فالحروب الآن حروب إلكترونية لا حروب مجاميع بشرية، وخير دليل عاصفة الحزم، التي برع فيها عدد قليل من الطيارين، متخذين الطائرات الحديثة، التي حسمت المعركة تقريباً في ربع ساعة وبلا خسائر». وشدد على ضرورة بناء المواطن المنتج المدرب المحصن بالفكر المتوازن، وذلك بالاهتمام «بالكيف لا بالكم»، والتدريب الاحترافي والتسليح الجيد للجيش السعودي، إذ إن ذلك ما يحتاجه الشعب السعودي.