نقلت وكالة «فرانس بريس» أمس عن مصدر وصفته بأنه قريب من السلطات المحلية في نواكشوط إن زوجين أجنبيين اختفيا منذ مساء الجمعة في جنوب شرقي موريتانيا حيث عثر على سيارتهما خاوية وعليها آثار رصاص، ما يُنذر بأن يكونا قد خُطفا. وعلى رغم أن أي جهة لم تعلن بعد مسؤوليتها عن خطفهما المحتمل، إلا أن الفرع المغاربي لتنظيم «القاعدة» (قيادته في الجزائر) ينشط منذ سنوات في موريتانيا حيث صعّد نشاطه في الفترة الأخيرة إذ تورط الشهر الماضي في خطف ثلاثة موظفي إغاثة إسبان في شمال موريتانيا وفي خطف فرنسي في مالي أيضاً. وأضاف المصدر ل «فرانس بريس» أن الرجل وهو أوروبي والامرأة وهي افريقية كانا يستقلان حافلة صغيرة على الطريق التي تربط العيون في موريتانيا بكايس في مالي. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الزوج المخطوف ايطالي وكذلك زوجته وهي من بوركينا فاسو أصلاً. وأفادت الشهادات الأولى المستقاة من مسافرين أنه عُثر على الحافلة فارغة على جانب الطريق في ولاية كوبيني الموريتانية قرب بلدية السيرية على بعد عشرين كلم من الحدود مع مالي. وأضافت أن إطارات السيارة كانت مثقوبة بالرصاص. ولم يتسن الحصول على أي تأكيد من مصدر رسمي أو أمني حتى الآن. وأثار هذا الاختفاء المفترض الجديد على الفور قلقاً في موريتانيا بعد ثلاثة أسابيع على خطف ثلاثة إسبان في عملية تبناها «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وأفادت مصادر أمنية مالية أن الإسبان الثلاثة وفرنسياً خُطفوا نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) في مدينة ميناكا في شمال مالي، قد يكونون «في يد القاعدة» في الصحراء عند الحدود بين مالي والجزائر. على صعيد آخر، وصل الوزير الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبدالقادر مساهل إلى العاصمة السودانية أمس. وعُلم أن مساهل يحمل رسالة إلى الرئيس السوداني عمر البشير من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حول قمة افريقيا - فرنسا التي نُقلت من القاهرة إلى باريس، ودرس إمكان توجيه دعوة إلى البشير لأداء زيارة دولة للجزائر. وتستغرق زيارة الموفد الجزائري مساهل ثلاثة أيام سيستقبله خلالها الرئيس البشير. وأعلن بيان رسمي أن المبعوث الحكومي الجزائري يحمل رسالة من رئيس الجمهورية إلى نظيره السوداني، يُعتقد أن محتواها يتعلق بالأحداث الأخيرة التي وجد السودان نفسه فيها طرفاً بين الجزائر ومصر. وكانت الخرطوم احتضنت مباراة كرة قدم فاصلة مؤهلة لنهائيات كأس العالم فاز فيها الجزائريون. وأعقب المبارة توتر سياسي بين مصر والجزائر. واستقبل وزير الشؤون الخارجية السوداني دينق ألور مساهل لدى وصوله إلى مطار الخرطوم. وأعلنت الجزائر أن الطرفين أجريا فوراً «محادثات شاملة». كما أعلنت أن الوزير مساهل سيجري لقاءات موسعة مع كل من دينق ألور ووزير الدولة المكلف الشؤون الخارجية علي كرتي ووزير الشبيبة والرياضة السيد محمد يوسف وكذلك مع مسؤولين آخرين من بينهم مستشار الرئيس السوداني المكلف ملف دارفور غازي صلاح الدين. وتندرج هذه الزيارة في إطار التشاور المنتظم بين البلدين على كافة الصعد. وأفيد أن الزيارة ستدرس انعقاد اللجنة المختلطة الجزائرية - السودانية المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل كأحد محاور المحادثات التي سيجريها مساهل في الخرطوم. ويُتوقع أن يتم رفع التمثيل في اللجنة هذا العام إلى أعلى مستوى سياسي أو على الأقل بين رئيسي الحكومتين. وتتضمن رسالة بوتفليقة إلى البشير مسألة قمة افريقيا - فرنسا حيث قررت الجزائر المشاركة بمستوى منخفض. وأثار قرار تحويل القمة من مصر إلى باريس عدم قبول في الجزائر، لا سيما أن الحجة قُدمت على أنها ل «لتجنب حضور البشير» المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التورط في جرائم حرب في دارفور. ولم تستبعد تقارير أن يوجه بوتفليقة دعوة إلى البشير للقيام بزيارة دولة إلى الجزائر العام المقبل. وتتضمن مشاورات الطرفين أيضاً ملف لجنة الاتحاد الافريقي حول دارفور والذي حظي بموافقة مجلس السلم والأمن الافريقي (يرأسه الجزائري رمضان لعمامرة). وأفيد أيضاً أن الجزائر قررت تفعيل الاتفاقات الموقعة مع الخرطوم، وإلزام الشركة الوطنية للمحروقات بالاستثمار في مجال البحث والتنقيب في السودان، وتسريع زيارات وفود اقتصادية إلى السودان لتوقيع اتفاقات تعاون في القطاعات الفلاحية والنفطية.