زار وفد من فاعليات طرابلس (شمال لبنان) السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري، تقدّمه مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، مطران الطائفة المارونية جورج أبو جودة، مطران الروم الملكيين الكاثوليك إدوار ضاهر، رئيس المحكمة السنية الشرعية الشيخ ناصر الصالح، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام، قاضي طرابلس الشرعي الشيخ غالب الأيوبي، ممثل المطران أفرام كرياكس للروم الأورثوذكس الأرشمندريت بطش ورؤساء بلديات ونقابيون، وأعلن الشعار باسم الوفد في بيان «أننا جئناكم لنقول إن التطاول على مملكة الخير وملكها وقادتها وأولياء عهدها وحكومتها وشعبها هو منكرٌ من القول وزور وفيه من الخروج على أدبيات العلماء والسياسيين والأحرار، فضلاً عن السادة، ما لا يخفى على أحد». وقال: «جئنا لنحملكم رسالة دعم وتأييد وحب ووفاء لمملكة هي بحقٍّ أمُّ العرب والمسلمين ونصيرة الإنسان وحقوقه»، مؤكداً «أننا هنا لنقول موقفاً واضحاً لا لبس فيه وكلمة حق تمثّل ضمير المدينة والأحرار والتدين الحق». وأضاف: «نعم لمملكة الخير، وللملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين ولولي ولي عهده ولحكومته الرشيدة، نعم لعاصفة الحزم والعدل ولعاصفة الحق وإحقاق الحق». وتابع: «نعم لمملكة ودولة أخذت على عاتقها محاربة الإرهاب ونُصرة أشقائها العرب في فلسطينولبنان ووقفت بقوة مع دولة الكويت يوم العدوان الغاشم، واليوم تقف مع اليمن المُعتدى والمُتآمر عليه». وقال: «ساءنا جداً ما سمعناه من أن ملوك السعودية وحتى المغفور له عبد العزيز عليهم أن يعيدوا النظر في إسلامهم ودينهم، أهو تشكيك بإسلام المسلمين أم تكفير لهم؟»، معتبراً أنه «كلام خطير وغريب كل الغرابة عن أدبيات أهل العلم ولن نبادل أحداً بمثل ذلك، لا في لبنان ولا في إيران، فنحن قوم ندع الخلق إلى الخالق». وتوجّه إلى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله بالقول: «إن الكلام عن المملكة وملوكها، وخصوصاً المؤسس الملك عبد العزيز يسوؤنا ويؤلمنا كما يسوؤكم الحديث عن إيران وآياتها». وأضاف: «آلمنا كلامكم وآمل بأن نلتقي وإياكم على شعار لبنان أولاً». وشكر الشعار المملكة «التي دعمت الجيش الوطني والاقتصاد الوطني وثبّتت سعر صرف الليرة ووقفت مع أهل الجنوب وواستهم ومسحت جراحهم». وقال: «صحيح أن الشيخ سعد الحريري الزعيم الوطني على مساحة الوطن، قال كلمته الفصل، ويمثل موقف اللبنانيين ورأيهم، وكذلك الرئيس السابق ميشال سليمان، وغيرهم كثير كثير، مما يعبر عن رأي لبنان حكومة وشعباً وتاريخ نضال، ولكن لا بد لطرابلس باعتبارها عاصمة الوفاء والنضال والإباء العربي، وباعتبارها تكتنف جميع الأفرقاء على اختلاف تعددهم المذهبي والطائفي والسياسي، من أن تقول كلمتها وتعلن موقفها». وطلب من عسيري إبلاغ «خادم الحرمين الشريفين، القائد الحازم، موقف اللبنانيين وأهل طرابلس والشمال، مسيحيين ومسلمين، والأبرشيات ودار الفتوى، أننا معكم وإلى جانبكم بالكلمة والموقف والدعاء وأن تكملوا مسيرة الخير والحق والحزم والعدل والأمل». أما عسيري، فرحّب بالوفد في السفارة «التي لا تشبه أي سفارة في لبنان، فأبوابها مفتوحة وقلوبنا مفتوحة لكل اللبنانيين، وجدنا هنا لخدمتكم». وتوجه عسيري «باسم خادم الحرمين الشريفين لسماحتكم والقيادات المسيحية الموجودة وأهل الشمال بكل طوائفهم بالشكر الجزيل على المشاعر الفياضة التي تعبّر عن عمق العلاقة السعودية- اللبنانية التاريخية التي نتفاخر بها وترجمتها المملكة وقياداتها السابقة واللاحقة في حبها للبنان وحرصها على استقراره وسيادته ووحدة اللبنانيين التي نتمنى أن نراها على أرض الواقع». وزاد: «ندرأ الفتنة ولا نشجعها بين الفرقاء اللبنانيين»، داعياً إلى «وحدة الصف اللبناني وانتخاب رئيس في أقرب فرصة لأنه الأمين على الدستور». وشكر المطران أبو جودة الملك سلمان بن عبد العزيز على «استقباله للبنانيين العاملين فيها»، لافتا إلى أن «أكثر من نصف مليون لبناني يعملون في السعودية ويؤمنون المساعدات لعائلاتهم في لبنان، مسيحيين ومسلمين». وقال: «إن الأحداث الأليمة التي يعيشها شرقنا العربي تؤلمنا جميعاً ونشكر السعودية على كل ما تقوم به لتعيد الهدوء إلى المنطقة وكل ما قامت به لإعادة الهدوء إلى لبنان وكل المساعدات التي قدمتها إلى جيشنا الباسل ليستطيع القيام بواجبه». وقال: «باسم الأساقفة في طرابلس نطلب منكم توجيه كلمة الشكر للملك سلمان، طالبين منه أن يبقى داعماً للبنان وجيشه». اللبنانيون في المملكة وردا على سؤال بشأن موقف السعودية من الكلام الذي صدر بحقها، قال عسيري: «ما يهمني مشاعركم كشعب ومشاعر القيادات الموجودة في هذا البلد تجاه المملكة، وما سمعناه من الوفد يعبر عن محبة وعن عمق العلاقة التي لن يؤثر عليها أي شيء». وعن إمكان تأثر اللبنانيين العاملين في المملكة، قال: «نتمنى أن لا يتأثر أي لبناني موجود في المملكة. والوفود التي أتت من المملكة العربية السعودية وعبرت عن رأيها في الغرفة التجارية وبعض أجهزة الإعلام، ما زالت تتوافد الى لبنان، لاهتمامها بهذا الشيء. تمنياتنا ألا يتضرر أي إنسان، وهذا ليس من أطباع المملكة. ونحن نتمنى أن نرى العلاقة تتعمق، وهذا ما نسعى إليه». وتمنى عسيري ردا على سؤال ل «الحياة»، أن «يكون الوضع الأمني في لبنان مشجّعاً ليأتي السعوديون إليه خلال موسم الاصطياف». وأضاف: «السعوديون أحرار، فهم يتابعون وسائل الإعلام اللبنانية والتطورات في لبنان، ويتخوفون من بعض الأصوات التي قد تبعدهم عن لبنان».