لم تتوقف معاناة أم علي بعد حصولها على صك الخلع من زوجها، لتنهي مأساتها المتمثلة في العنف الذي كانت تتعرض له في كل مرة هي وأولادها من زوجها فقد تفاقمت ظروفها وازدادت بعدما أخذ زوجها أطفالها الخمسة وحرمها رؤيتهم سوى في الأعياد ولمدة يوم واحد في الوقت الذي يراه هو مناسب. حتى أسرتها تخلت عنها ومنعت عنها ميراث والدها، فاضطرت إلى ترك أرض مكة الطيبة التي ولدت فيها وعاشت تحت سمائها طوال حياتها، وانتقلت للعيش في مدينة جدة، لتتمكن من إيجاد عمل يمكنها من إيجاد ما يسد رمقها. ولكن شاءت ارادة الله أن تنتهي إجراءات الإقامة التي جددها طليقها من دون علمها ولم يعطها إياها، وأن يتراكم عليها إيجار المنزل، لعدم توافر عمل لها بحكم أن إقامتها غير قانونية. وتقول أم علي ل «الحياة»: «لم تنته مشكلاتي هنا بل ازدادت المصائب عندما تعرض أحد أولادي للإصابة بانفلونزا الخنازير مع بداية الدراسة، ومع رفض والده نقله إلى المستشفى، خفت عليه وعرضت حياتي للخطر في التنقل ما بين جدةومكة لرؤيتهم والاهتمام بهم»، موضحة أنه وصل الأمر إلى إيقافها لدى الجهات الأمنية أربع مرات، لأمور مختلفة منها عدم حملها رخصة إقامة وأخرى لركوبها مع سيارة أجرة من دون محرم. وتضيف: «كنت في كل مرة أتعهد لهم بعدم تكرار الأمر ولكن عاطفة الأمومة لدي كانت تمنعني من التوقف عن رؤية فلذة كبدي وهو يصارع المرض، فكنت أذهب له في كل يوم وأهتم به وأجهز له جميع متطلباته وأهتم بإخوته جميعاً خوفاً من انتقال العدوى لهم». وتتابع أم علي: «لم أضع في حسابي أي اعتبارات، سواء كانت عائلية أو غيرها، عندما ذهبت للاعتناء بأولادي في منزل طليقي»، مشيرة إلى اعتراض أشقائها على الأمر، «هم الآن يهددون بإجباري على العودة نهائياً إلى اليمن، وأنا متخوفة من هذا الأمر لأنني عشت طوال حياتي في السعودية ولم أجد من أفراد أسرتي أي اهتمام فهل يمكنني أن أجده في مجتمع غريب عني . ولا تخفي أم علي أنها حاولت قبل سنوات عدة الحصول على الجنسية السعودية، «توافرت لدي جميع النقاط المطلوبة لكن النقطة التي لم أستطع توفيرها عدم حملي شهادة عليا»، مناشدة المسؤولين في الجهات المعنية إنهاء معاناتها، حتى تستطيع العمل وتوفير لقمة عيش هنيئة لها ولأبنائها.