يتعين على النجم الفرنكوغيني بول بوغبا أن يفكر ألف مرة قبل اتخاذ الخطوة المناسبة خلال فترة الانتقالات الصيفية، ليبدأ الخطوة الأولى في طريق تجسيد أحلامه وطموحاته التي جعلت منه نجماً في سن باكرة. صاحب ال22 ربيعاً يقدم حالياً نفسه كأكثر اللاعبين المستهدفين من الأندية الأوروبية الكبيرة، وذلك بعد أن لفت إليه الأنظار بموهبته في كسر الهجمات ولياقته البدنية القوية، ما دفع نادي يوفنتوس إلى تحديد 80 مليون أو 100 مليون شرطاً جزائياً لفسخ عقده الممتد حتى 2019. لا غرابة في ذلك، ف«كاسحة الألغام» – كما وصفته الصحافة الإيطالية- أو «فييرا الجديد» كما وصفه الفرنسيون، يتألق من مباراة لأخرى ومن بطولة لثانية، سواء مع «السيدة العجوز» أم مع المنتخب الفرنسي، وما اختياره أفضل لاعب شاب بمونديال البرازيل إلا دليلاً على موهبته وبدء نضجه الكروي، وهو اليوم يتصدر قائمة اللاعبين المطلوبين في العالم لأنه ببساطة «ليس لاعباً عادياً» كما وصفه ميشيل بلاتيني، الذي اعتبر أنه «لا يمكن تصنيف بوغبا ضمن اللاعبين العاديين في كرة القدم، لديه إمكانات لا حصر لها، فضلاً عن قوته البدنية التي لا يكسبها الكثيرون في سنه». لكن اللاعب لا يريد في ما يبدو الوقوف عند هذا الحد، فهو يسعى إلى جعل «السيدة العجوز» ومنتخب «الديكة»، كما فعل مواطنه وقدوته زين الدين زيدان معبراً لبلوغ أسمى أهدافه «التتويج بالكرة الذهبية ليكون الأفضل في العالم» على حد تعبيره. ويقول في هذا الشأن في حوار مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على خلفية فوزه بجائزة أفضل لاعب شاب في مونديال البرازيل: «كرة القدم تعني الاستقرار في المستوى. نستطيع حرق المراحل وبلوغ القمة، لكن في بعض الأحيان يكون السقوط عظيماً أيضاً. الجائزة أمر جيد لكنه يتعيّن عليّ أن أواصل تطوير مستواي وأن أقدم أفضل العروض في كل مباراة. لا أستطيع التكهن بالمستقبل، لكني سأبذل قصارى جهدي لكي أحرز أكبر عدد من الكؤوس. أريد مواصلة بذل جهود شاقة، وهدفي أن أكون أفضل لاعب في العالم». لكن بلوغ المجد الذي بلغه «زيزو» يمر حتما - بحسب الملاحظين- بالانتقال إلى أحد قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد أو برشلونة أو أحد الأندية القوية في «البريميرليغ» لأن ذلك مفتاح البروز والتألق والحصول على التتويجات والألقاب الشخصية. لكن هل يقدر الريال أو برشلونة على تخصيص 100 مليون لأجل هذا اللاعب، وراتب شهري ب12 مليون يورو ليتعدى نيمار وأنييستا؟ يقول الدولي الفرنسي الأسبق ليليان تورام أنَّ إمكان تخلي يوفنتوس عن خدمات بوغبا تبدو أقرب للمستحيلة، إلَّا في حال وحيد وهو وصول عرض ب100 مليون يورو. وقال تورام في هذا الصدد: «من الصعب جداً أن يتخلى يوفنتوس عن خدمات بوغبا، لكن في حال وصول عرض ب100 مليون يورو، فأعتقد أنَّ النادي قد يدرس فكرة بيع اللاعب حينها». وأشاد المدافع الدولي الفرنسي الأسبق ببوغبا مؤكداً أنه: «لاعب عظيم بإمكانات فريدة في خط الوسط، أعتقد أنَّه ومع المستقبل القريب سيكون مرجع في هذا المركز وقدوة للاعبين كُثر». ويتلاقى تورام مع زميله في منتخب «الديكة» 1998 النجم زين الدين زيدان في الإشادة باللاعب ذي الأصول الغينية «بوغبا لاعب كبير وسيكون من بين أفضل اللاعبين في العالم»، لكنه ربط ذلك بضرورة «العمل أكثر خصوصاً في سنّه الحالي، لأن ذلك سيتيح له الوصول إلى كل الأهداف التي يريدها» بحسب زيدان. لكن زيدان لا يوزع الشهادات والاعترافات فقط، فهو يريد لمواطنه الأسمراني أن يقتفي أثره ويسير على خطاه ليحقق مع حققه هو من قبل، ولن يكون ذلك مع النادي «الملكي» ريال مدريد «خطّاف» النجوم والمواهب ولو بعشرات الملايين من اليوروات! أشارت تقارير إعلامية إسبانية أن نجم الكرة الفرنسية السابق يضغط على إدارة النادي «الملكي» لأجل التعاقد مع النجم الفرنسي الشاب، مشيرة إلى أنه يطالب بضمه بأي ثمن، إذ إنه طالب فلورنتينو بيريز رئيس النادي وخوسيه أنخيل سانشيز المدير العام، بالتحرك بجدية وبسرعة لحسم الصفقة في الصيف المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن زيدان يُلح بشكل كبير على إدارة النادي «الملكي» لأجل التعاقد مع بوغبا، ولطالما أشاد باللاعب أمام مسؤولي النادي «الملكي»، ووصفه بأنه لاعب من نوع خاص، كما أنه أوصى الإدارة بضرورة التعاقد معه على طريقة إصراره الماضي على ضم مواطنه رافائيل فاران من صفوف لينس الفرنسي في عام 2011. وبحسب الصحيفة فإن زيدان اتصل هاتفياً بمواطنه بوغبا مرات عدة، وحثه على الرحيل عن النادي الإيطالي والقدوم إلى سانتياغو. وفي حال تحول إلى النادي «الملكي» أو النادي الكتالوني فإن أبواب المجد ستُفتح له على مصراعيها، ليزداد السير فيرغسون غيضاً من خطئه الفادح بالتخلي عنه من مانشستر يونايتد لفائدة «السيدة العجوز». وحكاية اللاعب مع السير المعتزل للتدريب، تعود إلى فترة وجوده مع مانشستر يونايتد، الذي انتقل إليه صيف 2009 مع ما صاحب ذلك من ضجيج من قبل ناديه الفرنسي، الذي شكاه لل«فيفا» متهماً اللاعب بالذهاب إلى إنكلترا لأجل الأموال، وهو ما نفاه اللاعب قبل أن يقوم «فيفا» بتبرئة مانشستر يونايتد من أية تهمة نظراً لعدم ارتباط بوغبا مع ناديه الفرنسي بأي عقود أو أوراق. وشارك بوغبا للمرة الأولى مع فريق تحت 18 عاماً في نفس الشهر ضد كرو ألكسندرا وهُزموا (2-1)، أنهى بوغبا موسم 2009-2010 ب19 ظهور و7 أهداف، وفي موسم 2010-2011 تم استدعاء بوغبا للمرة الأولى إلى الفريق الرديف لمانشستر يونايتد تبعها استدعاءات عدة، وسجل عدداً من الأهداف هناك في شباط (فبراير) 2011. لكن فيرغسون الذي صعّد اللاعب من الفريق الرديف للمان عام 2011 لم يمنحه الفرصة للبروز على رغم وجوده في قائمة ال18 لاعباً في مباريات عدة، وهو ما دفعه للرحيل في 2012 بعد انتهاء عقده مع «الشياطين الحمر» إلى نادي يوفنتوس الذي عرف كيف يحتضنه ويعيد إليه متعة الكرة. ولم يتأخر رد اللاعب في رد جميل «السيدة العجوز» فصال وجال وأسهم بقسط وافر في تتويج «السيدة العجوز» بأربعة ألقاب بينها لقب «السكوديتو» مرتين متتاليتين موسمي 2012-2013 و2013-2014، وأسهم أيضاً في التتويج بلقب السوبر الإيطالي في مناسبتين. لكنه اليوم يريد منفذاً آخر أو نادياً كبيراً يحتضن موهبته وأحلامه الكبيرة جداً «فالأسود لا يليق بك» (ألوان يوفنتوس) إنما «برشلوني كتالوني» أو «ملكي ريالي»، لكن من يقدر على دفع فاتورة 100 مليون يورو؟