عاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان قبل ظهر أمس من زيارته الرسمية لواشنطن التي استمرت 3 أيام قابل خلالها الرئيس باراك أوباما وصدرت تصريحات من قوى في الأكثرية والمعارضة تثمن نتائج محادثاته في العاصمة الاميركية وتعتبرها إيجابية. فيما أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن زيارته سورية «ستكون إن شاء الله في وقت قريب»، وسط تكهنات عن موعدها، بعد عودته من كوبنهاغن غداً الجمعة حيث يشارك في قمة المناخ ويعقد لقاءات مع عدد من رؤساء الدول والوفود. وفيما لم يحدد الحريري موعد زيارته، قالت المصادر القريبة منه ل «الحياة» إن الموعد لم يتفق عليه بعد، وأوضحت مصادر موثوق بها إن الزيارة «قريبة جداً، وليس بالضرورة أن تتم بعد عقد جلسة مجلس الوزراء». وشدد الحريري، رداً على سؤال بعد اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العاصمة الدنماركية، على «أننا ننظر الى علاقات حقيقية مع سورية تنفع البلدين ومبنية على الصراحة والصدق». وأكد أن المصالحات التي تتم (بين الدول العربية) لمصلحة العرب، مشيراً الى «مواجهة كبرى بيننا كعرب وبين إسرائيل وعلينا أن نرصّ الصفوف ونتخذ موقفاً موحداً في ما يخص سياسة القضم الإسرائيلية في فلسطين وسورية ولبنان». وقال الحريري الذي التقى أيضاً الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، ونظيره النروجي جانس ستولتنبرغ، رداً على سؤال إنه تطرق مع بان الى المحكمة الدولية: «ونحن نريد العدالة ولا شيء أكثر من العدالة». وعلمت «الحياة» أن الحريري شدد في لقائه مع بان على وجوب تنفيذ مندرجات القرار الدولي الرقم 1701 ووضع حد للخروق الإسرائيلية له، وللتصعيد السياسي الإسرائيلي ضد لبنان «الذي هو غير مقبول وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته بوضع حد له». واعتبر الحريري أن الانسحاب الإسرائيلي من بلدة الغجر هو جزء من تطبيق القرار الدولي. وقال الحريري في تصريحه بعد اللقاء إنه ينظر الى التهديدات الإسرائيلية بجدية. وأضاف أن على إسرائيل «أن تخرج من الزاوية الموجودة فيها، في ما يخص عملية السلام فهي تنتهج سياسة القضم. والعالم كله يتغير وهي موجودة في الزاوية». أما بان فأكد دعم «الوقوف الى جانبكم» معرباً عن سروره لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. وكان رئيس الحكومة السابق سليم الحص أشاد بنتائج زيارة الرئيس سليمان واشنطن، لكنه دعا الى طلب السلاح للجيش اللبناني «للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية من مصادر أكثر إيجابية في مقاربة قضايا العرب مثل روسيا وغيرها لأن سياسة الولاياتالمتحدة معروفة بانحيازها القاطع لإسرائيل». واعتبر النائب سمير الجسر من كتلة «المستقبل» النيابية أن «تشجيع أوباما الرئيس سليمان على الحوار حول سلاح حزب الله تقدم كبير لم يكن سابقاً». وشدد نواب من المعارضة على أن رئيس الجمهورية «تمسك بالثوابت الوطنية أمام الرئيس الأميركي». كما رأى أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان أن «الدستور كرّس لرئيس الجمهورية الحق بالتفاوض في العمليات الخارجية». وجاءت هذه المواقف بعد انتقادات وجهها بعض رموز المعارضة الى زيارة سليمان واشنطن.