انتقل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امس الى صيدا، للمرة الأولى بعد ترشحه عن احد المقعدين السنيين فيها للانتخابات النيابية متحالفاً مع وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري. وأدى السنيورة صلاة الجمعة في مسجد بهاء الدين الحريري وأمّ المصلين مفتي صيدا والقضاء الشيخ سليم سوسان، وسبقت ذلك خلوة بين السنيورة والمفتي سوسان في حضور شفيق الحريري، شقيق الرئيس السابق للحكومة، وصافح الوفود الشعبية التي استقبلته. ثم زار السنيورة مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران. وأكّد السنيورة في تصريح أن ترشحه «ليس استفزازاً لأحد وليس موجّهاً ضد أحد، وهو لم يكن بقرار خارجي وليس بالطبع بقرار من الرياض، ولا بناءً على رغبة النائب سعد الحريري أو الوزيرة بهية الحريري، بل هناك معطيات شعبية أملَت هذا الترشح، وأنا أمثّل خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وقال السنيورة: «هذا الترشيح لن يعرّض الوضع الأمني في صيدا لأي اهتزار»، وأكد ان «لا مانع لدي من لقاء اي فريق في صيدا وبطبيعة الحال الجماعة الإسلامية»، ورأى ان «الترشيحات هي نتيجة لعبة ديموقراطية وحتى المعارضة تخوض هذه اللعبة وترشّح من ترتأي، ولكل فرد الحق في الترشح والقرار في النهاية للناخب اللبناني». وأقامت الوزيرة الحريري مأدبة غداء على شرف السنيورة الذي تابع لقاءاته مع فعاليات المدينة في منزل شفيق الحريري. وأعلن السنيورة ان «ليست هناك في مدينة صيدا اي معركة بل هناك منافسة ديموقراطية لتعزيز حضور المدينة ودورها والتي تقوم على قائمتين هما الموالاة والمعارضة والتي تكون جزءاً من الممارسة الديموقراطية فالسلطة لا تستقيم من دون معارضة ولا عملية ديموقراطية». وأبدى السنيورة ارتياحه لسير ترشحه، وأكد في تصريحات له ان «لسنا فاتحين معارك». وقال: «حق كل انسان أن يقول: أريد أن يترشح الرئيس السنيورة وحق كل أحد آخر ان يقول: أنا لا أريده أن يترشح، انا لا استطيع ان امنع اي انسان من ان يعبر عن رأيه بالطريقة التي يراها، ولكن كل ما نريده ان يكون التعبير في شكل ديموقراطي وسلمي وهادىء بعيداً من التشنج لأننا نحن يجب ان نكون حريصين دائماً على وحدة المدينة وأهلها وبالتالي آخر النهار كلهم سيعيشون مع بعضهم بعضاً، وبالتالي هذا الاختلاف يجب ان لا يفسد علينا عيشنا المشترك وتعاملنا مع بعض ولقاءنا ولا يجب أن يفسد للود قضية وبالتالي هذا امر انا شديد الحرص عليه». وعن زيارته دار الإفتاء الجعفري، اشار الى انه سيزور كل المطرانيات ايضاً، واستبعد أي تطور امني خلال الانتخابات. ورحبت الوزيرة الحريري بالرئيس السنيورة في مدينته صيدا وقالت: «لا ننسى أن لدى الرئيس السنيورة مسؤوليات ادارة البلد في لحظة ينتظر الجميع أن تمر هذه المرحلة في استقرار وهدوء وفي جو من الأمن والديموقراطية، سيقوم هنا بلقاءات طبيعية ضمن خيار ان شاء الله يكون لمصلحة المدينة وفي الوقت نفسه هناك مسؤولياته بالنسبة لإدارة الدولة التي نعتبر أنه لا احد يريد الا ان يكون كما اعتدنا على الرئيس السنيورة ان يكون رجل دولة من الطراز الأول. اما زيارة هذا البيت الحاضن لقضايا الناس وقضايا المدينة ونحن والرئيس السنيورة في مشروع الرئيس الحريري منذ ثلاثين سنة وإن شاء الله نكمل لمصلحة مستقبل هذه المدينة ورفعتها وحفظ كرامة أهلها ضمن جو من الديموقراطية والأمن والسلام». وعن سبب غياب الحضور الشعبي في مستهل زيارة السنيورة اوضحت انه «لا يوجد تحضير لحضور شعبي، الرئيس السنيورة جاء يزور مدينته، ولا يوجد مهرجان محضر له، ولم نقم بأي دعوة وحتى في الإعلام لم نحدد برنامجاً للزيارة، وهو اعتاد زيارة مدينته، وعندما نصل الى التحضير للحضور الشعبي ان شاء الله ستجدون حضوراً، لكن نحن يعنينا أن يبقى جو المدينة مستقراً. وأعتقد أن الحضور الشعبي الأهم سيكون في السابع من حزيران».