بعد جدة والدار البيضاءوالرباط، يحط المعرض التشكيلي التراثي الإسلامي «مساجد تشد إليها الرحال» في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في عمان، بمشاركة 20 فناناً من 15 دولة عربية وإسلامية. ويُفتتح المعرض السبت المقبل في محطته الرابعة برعاية الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود احتفاء بالمكانة التي تحتلها مساجد الإسلام الرئيسة الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. وتسعى فكرة المعرض الذي نظم قبل ثلاث سنوات في مدينة جدة السعودية، إلى إقامة علاقة جمالية فنية روحية بين المساجد الثلاثة وبين عدد من الفنانين، كما تأتي هذه الفعالية في إطار الاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009. وظهرت فكرة المعرض أساساً عندما اختيرت مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006، ونظم للمرة الأولى في جدة، ثم انتقل إلى الرباط فالدار البيضاء في المغرب، وسينظم المعرض دورة خامسة تستضيفها العاصمة التركية أنقرة تعقبها محطات أخرى. ويشارك في المعرض الذي تنظمه مؤسسة «ليان» للثقافة بالتعاون مع المتحف الوطني الفنانون أحمد مصطفى وعادل السيوي من مصر، ضياء عزيز ضياء وعبدالله حماس وعبدالله الشلتي ونوال مصلي من السعودية، ومحمد كريش من المغرب، ايرينا كوندا من غينيا، كوروس حسن زاده من إيران، رانيا سراقبي من لبنان، جميل أحمد بلوشي من باكستان، اديمي عبدالفتاح من نيجيريا، محمد عايش بن عبدالعزيز من ماليزيا، مسرول هندريك من إندونيسيا، شاهنوزه مامينوفا من أوزبكستان، محمد الشمري من العراق، ونصرة قولبان من تركيا، أحمد مصطفى من انكلترا، عرفات النعيم من الأردن ومحمد بشناق من فلسطين. ويشارك الفنان والخطاط العربي نصار منصور في أعمال خطّية ضمن لوحات المعرض وهي مشاركة تمثل إسهاماً مضاعفاً من قبل منصور بعد لمساته المهمة في تطوير شعار المعرض الجوال، وهو الشعار الذي صممته الأميرة ليان بنت فيصل آل سعود على شكل ثلاثة أهلة بألوان مختلفة هي الأخضر والذهبي والأسود، كوّنت في مجملها لفظ الجلالة. «مساجد تشد إليها الرحال هو ما شدني لتوصيل رسالة جسدها العمل الفني ل15 فناناً وفنانة كانت لهم الحرية في التعبير الإبداعي لرسم هذه الأماكن المقدسة التي خصها الله في كتابه العزيز وسنته المطهرة»، يقول الأمير فيصل. ويضيف: «كان النتاج ما نراه من أساليب مختلفة ومتنوعة تمثلها ثقافات أثرت عليها بيئاتها ومجتمعاتها وتفكيرها، ولكن وحدتها في رسالتها ومضمونها وروحانية الإسلام وعبق التاريخ لهذه المواقع الطاهرة، وإن دل على ذلك شيء فإنما يدل على عظمة الروابط وقوتها ومتانتها مهما اختلف اللسان أو اللون أو الشكل». ويوضح: «نعمل لإبراز الهدف الأسمى من هذا المعرض لنقول للعالم بأن قبلة المسلمين ومسجد الرسول الأمين وثالث الحرمين هي ما يوحد الأمة الإسلامية ويقرب تطلعاتها ويعزز توجهاتها وأهدافها». ويرى الكاتب السعودي عبدالرحمن السليمان أنه «في أعمال هذا المعرض نجد اختلافاً وتنويعاً يتبدى في أعمال المجموعة المختارة من أماكن متباعدة من السعودية وإندونيسيا وإيران والعراق وتركيا ومصر وماليزيا وغيرها لكنه تباعد جغرافي يقربه المعتقد الواحد، والإيمان الواحد». ويبيّن أن «هذا الاختلاف يتبدى في مقدار تشكل صورة المكان المقدس الذي يراه كل فنان من زاوية أو جانب تمثل فيه الصورة الشبيه أو مع شيء من تحويرها أو الإضافة إليها أو تجريدها» مشيراً أن بعض الفنانين أبدت صورته تأثراً بالانطباع الذي تشكله مشاهداته الضوئية من بعيد في حين ان التمثيل يكون أقرب ضوئية عند البعض الآخر ممن شاهدوا أو عايشوا لحظات العلاقة المباشرة بالمكان المقدس بينما تتحول الصورة (المشهد) إلى حكاية تنصهر فيها المشاهدات والمعايشات بالخيالات ومن ثم الإضافة الفنية التي تقرب وتعمق أو تربط بين المادية والروحانية». وتأسست مؤسسة ليان للثقافة عام 2007، وتهدف إلى إبراز الحضارة العربية والإسلامية بمفهومها الشامل من خلال تبينها المواهب الشابة المتميزة وتشجيعها للرفع من قدرات التميز لديها في مجالات الرسم والنحت والخط والتصوير، وكذلك اقتناء القطع الفنية التي تخدم أهداف المؤسسة. وتهتم المؤسسة بتنظيم المعارض الفنية والتراثية وإصدار المطبوعات والأبحاث والنشرات التي تعكس نشاطها، إضافة إلى عرض المقتنيات الخاصة التي تملكها محلياً ودولياً، وتنظيم مسابقات دورية للموهوبين في مجال الإبداع الفني، وعقد ورش العمل والدورات التدريبية وتنظيم مؤتمرات وندوات في مجال تخصصها.