تميزت الحلقة التي أطل بها النجم المغربي العالمي سعيد تغماوي من برنامج «رشيد شو» التلفزيوني الأسبوعي على قناة «دوزيم» بأهمية لافتة، إذ استطاع أن يصنع الحدث وذلك بتلقائيته وهو يجيب عن أسئلة رشيد العلالي مقدم البرنامج بلغة عربية دارجة بدأت في شكل بسيط لتنساب بعد ذلك في جمالية أساسها الواقعية والحكي الشعبي الجميل. أبان هذا الممثل المغربي من خلال هذه الأجوبة عن روح مرحة وعن فكر إنساني متفتح وجدية لا تبدو من خلال الأقوال فقط وإنما من خلال الأعمال السينمائية الكبيرة التي قدمها في مساره السينمائي المهم. تحدث تغماوي بتلقائية عن ظروف حياته الأولى في باريس واختياره الولوج إلى عالم الملاكمة حتى يستطيع تحقيق طموحه الحياتي والرياضي معاً. وأشار إلى أن العمل الجدي يمكّن صاحبه من الوصول إلى ما يريد، إضافة طبعاً إلى كيفية التعامل مع الناس والحرص على الوصول إلى الهدف المنشود. وحين ولج إلى عالم التمثيل كانت له رغبة في تحقيق ما يريده، وهو ما تحقق له بعد المثابرة المستمرة، إذ شارك في أفلام سينمائية فرنسية تعدت حدود فرنسا لتصل إلى العالم أجمع، بل أكثر من ذلك فقد دفعته رغبته في التمثيل في أفلام سينمائية أميركية إلى تعلم اللغة الإنكليزية والقيام بتمثيل أدوار أساسية بها وهو ما جعل منه نجماً عالمياً بامتياز. لكنه وهو يتحدث عن كل ذلك كان يتحدث بصدق الإنسان المغربي الذي تربى على البساطة، فهو ينحدر من مدينة أكادير وهو كان في طفولته يزورها بصحبة عائلته باستمرار ويقضي أوقاتاً جميلة فيها. حديث تغماوي عن مساره الحياتي والفني، برهن على أن الصدق والتواضع في التعامل مع المشاهدين، يمكنا صاحبه من إيصال صوته إلى الجمهور. كما أنّه وهو يتحدث عن مشاركته في السابق في الحملة الوطنية للحد من حوادث السير عبر شريط توعية بأخطار الطريق قد جعل منه فناناً قريباً إلى قلوب الناس. إن قيمة هذه البرامج التلفزيونية الحوارية تنبعث بالأساس من قوة الضيوف الذين يحضرون إليها والطريقة التي يجيبون بها عن الأسئلة التي توجه إليهم، وكيف يجعلون من هذه الإجابة على رغم بساطتها تصل إلى عموم المشاهدين في شكل تلقائي وجميل. إن مثل هذه البرامج التلفزيونية التي تمتلك قوة إعلامية كبيرة قد تمنح للضيف فرصة تسليط الأضواء عليه وتجعله محط الاهتمام والإعجاب، كما أنها قد تجعله محط انتقادات، لكنّ الأكيد أن حلقة سعيد تغماوي ليست من الصنف الثاني.