احتفى البرنامج التلفزيوني «مسار» الذي يقدمه الإعلامي عتيق بنشيكر على القناة التلفزيونية المغربية الثانية «دوزيم» بتجربة فنية قوية شملت مجالات إبداعية مختلفة تأتي في مقدمها الموسيقي ثم السينما والفن التشكيلي، وهي تجربة مجموعة «الإخوان ميكري». وتأتي هذه الحلقة في اطار احتفاء هذا البرنامج التلفزيوني المتميز عبر حلقاته الأخيرة بالمجموعات الفنية المغربية التي أثرت الفن المغربي بمختلف تياراته التعبيرية، بعد احتفاء هذا البرنامج في السابق بمجموعة من الفنانين والشخصيات المغربية التي أبدعت وقدمت الشيء الكثير سواء في مجال الغناء، التمثيل، الرياضة، أو غيرها، في شكل فردي مساهمة منه في تكريمهم في شكل فني راقٍ من طريق تقديم شهادات أصدقائهم أو الأشخاص الذين اشتغلوا معهم وعرفوهم عن قرب وبعض النقاد الفنيين في حقهم. حدث فني في هذه الحلقة الخاصة بمجموعة «الإخوان ميكري» والتي حضرها كل من الإخوان ميكري الأربعة الذين شكلوا هذه المجموعة وهم محمود وحسن ويونس وجليلة، ابتدأ مقدم البرنامج عتيق بنشيكر بتقديم خصوصية هذه المجموعة الغنائية التي شكلت لحظة ظهورها حدثاً فنياً كبيراً، حيث كانت تقدم الأغاني العربية ذات الطابع المغربي بطريقة عالمية تنتمي إلى الفن الإنساني في كليته، كما هو الشأن مع مجموعة البيتلز البريطانية على سبيل المقارنة. وبعد كلمة التقديم هاته، قدم الإخوان ميكري في هذه الحلقة أول أغنية لفتت إليهم الأنظار في ذلك الوقت البعيد، وهي أغنية «دام ديرام دام». هذه الأغنية التي ما زالت بعد مرور كل هذه السنين الطويلة تطرب وتغري بالاستماع بل بالإنصات الجيد إليها. ينتقل بعد ذلك مقدم البرنامج عتيق بنشيكر إلى الرحيل بالمشاهد إلى قصبة الأوداية بمدينة الرباط حيث نهر أبي رقراق يزهو بمياهه العذبة، وحيث عاش وترعرع الإخوان ميكري في جو فني رائع، قال عنه الفنان محمود ميكري بأنه كان جماع مختلف الأنواع الموسيقية في العالم، كما أشار الفنان يونس ميكري إلى أن هذا المكان كان غنياً بالتجارب الموسيقية المختلفة. وهو ما ساعد «الإخوان ميكري» على تطوير تجربتهم الغنائية ومنحها ذلك الطابع الغنائي العالمي. وفي سؤال عن المرحلة التي جاؤوا فيها، وهي بدءاً من الستينات لتمتد بعد ذلك قوية في السبعينات وما بعدها، وعن لحظة هذا المجيء، قال محمود ميكري إن تجربتهم الغنائية قد جاءت في وقتها، وهي ممثلة لعصرها. وفي سؤال آخر لماذا لم تغن هذه المجموعة المنفتحة على الموسيقى العالمية باللغة الفرنسية لتمتد شهرتها إلى ما هو أبعد، أجاب الفنان حسن ميكري بأن غناءهم باللغة العربية هو الذي ميزهم وجعل الشباب المغربي يفتخر بما قدموه من أعمال فنية. وهي مقولة في محلها فغناء هذه المجموعة باللغة العربية جعلها تساهم في شكل كبير في تطوير الأغنية العربية الشبابية وتمنحها آفاقاً بعيدة ولم يمنع شهرتها من الامتداد في مختلف أنحاء العالم. سينما هندية بعد ذلك توجه مقدم البرنامج إلى سؤال الفنانة جليلة عن علاقتها بالسينما الهندية وتأثير هذه الأغاني الهندية في طريقة أدائها الغنائي. وقد قدم إخوانها في حقها شهادات إيجابية رائعة تمتدح طيبوبتها وعلاقتها الجميلة معهم جميعاً وقدرتها الغنائية الكبيرة. بعد ذلك قدم علاء ميكري، وهو ابن الفنان محمود ميكري، أغنية جميلة ذات بعد نوستالجي عن قصبة الأوداية، وحملت اسمها. وهي أغنية تسير وفق المنهج الموسيقي للتجربة الموسيقية الميكرية. كما تم تقديم شهادة صوتية لافتة في اتصال هاتفي مع الفنانة المغربية سميرة سعيد المتواجدة في القاهرة. هذه الشهادة الرائعة التي تحدثت فيها هذه الفنانة الكبيرة عن علاقتها المتميزة منذ الصغر مع الإخوان ميكري: محمود وحسن ويونس وجليلة. تم في الحلقة أيضاً طرح علاقة الإخوان ميكري مع كل من الفن السينمائي وفن التشكيل. فقد استطاع الفنان يونس ميكري أن يصبح أحد الوجوه اللامعة في السينما المغربية حيث شارك في مجموعة من أهم الأفلام المغربية، كما لقي معظم الأدوار التي قدمها ترحيباً من النقد السينمائي. هذا إضافة إلى اشتغاله في مجال الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام السينمائية، في حين تحدث محمود ميكري عن علاقته بالفن التشكيلي الذي يعشقه كثيراً وعن لوحاته التشكيلية، كما عرج عن علاقته هو الآخر بالفن السينمائي وكتابة السيناريوات. أما الفنان حسن ميكري فقد تحدث عن علاقته بالموسيقى والتشكيل وعن بعض ما قدمه في هذا المجال. ولقد تخلل هذه الحلقة كما هي عادة البرنامج تقديم شهادة في حق المحتفى بهم من لدن المنتج المغربي حميد العلوي الذي تحدث عن علاقته مع مجموعة الإخوان ميكري، كما تم تقديم أغانٍ لكل من الفنانة فاطمة الزهراء العروسي والفنان الشاب نصرالله ميكري وهو ابن الفنان حسن ميكري والفنانة سلمى وفرقتها وسواهم.