قبل سويعات من استشهاده، قال لأخيه الذي يرابط معه في السرية ذاتها على الحد الجنوبي: «يا أخي.. أشم رائحة الشهادة، وأراها أمام عيني». يروي حسن شقيق الشهيد حمود الحمدي الذي استشهد خلال اشتباك مع الحوثيين على الحدود السعودية اليمنية ل«الحياة» الحوار الأخير الذي دار بينه والشهيد. يقول حسن علي الحمدي (شقيق الشهيد): «التقيت بأخي قبل استشهاده بساعات، وأخبرني أنه يشم رائحة الشهادة، وأشاهدها أمام عيناي، وأشعر برغبة جامحة فيها». ويضيف: «بعد أن عدت إلى موقعي، إذا بنبأ استشهاد حمود يصلني، فدمعت عيناي حزناً لفراقه، وسعادة بتحقق أمنيته، التي يحلم بها كل مرابط على الحد دفاعاً عن حياض الوطن». حمود الذي شيع جثمانه أول من أمس استشهد ليل الجمعة الماضية، أثناء مرابطته في صد العدوان الحوثي في مركز الحصين بظهران الجنوب مع ثلاثة من زملائه، له خمسة أبناء وبنتان؛ منال، وشوق اللتان يدرسان في الصف الأول والثاني الثانوي، يصغرهم حسن في الصف الثاني المتوسط، ثم شروق في الصف الخامس الابتدائي، وأصغرهم حسن ذو الأعوام الخمسة. حكى والده علي الحمدي ل«الحياة» لحظات وصول خبر استشهاده، فقال: «ما إن وصلني خبر استشهاد حمود حتى حمدت الله على هذا الشرف، لأنه استشهد في سبيل الله، وهو يدافع عن تراب الوطن». ويضيف: «لدي 10 أبناء، يأتي الشهيد ثالثاً في الترتيب بينهم، في حين أن اثنين آخرين من أبنائي (عبده وحسن) لا يزالان مرابطين على الحدود»، مشيراً إلى أن الشهيد كان دائماً ما يعلم إخوته الفضائل ويغرس حب الوطن فيهم بالابتسامة وكلمات تدخل قلوبهم، ودائماً ما يقوم بمداعبة إخوته الصغار وقت عودته القصيرة من عمله لزيارتنا. وشيعت منطقة جازان مساء أول من أمس شهيدها الوكيل الرقيب علي بن حمود حمدي. وأدى وكيل إمارة منطقة جازان المساعد الدكتور عبدالرحمن بن علي ناشب ومحافظ الطوال ومدير شرطة جازان وقائد قوة جازان وحرس الحدود وعدد من ضباط القوات المسلحة وجمع كبير من المصلين صلاة الميت بمسقط رأس الشهيد حمدي في قرية السعدية التابعة لمحافظة الطوال.