تخيلوا معي أن هدف اللاعب الكبير سعيد العويران في منتخب بلجيكا في مونديال عام 1994 سجله لاعب آخر من غير نادي الشباب، وأنه عقب كل هذه السنوات تظهر صحيفة عالمية بحجم ديلي تلغراف الانكليزية لتنصب هدفه ضمن قائمة اعظم أهداف كأس العالم، بل وتضعه في المركز الثالث خلف هدفي الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، بالله عليكم أليس من الظلم أن يمر خبر كهذا مرور الكرام على جميع وسائل الإعلام لدينا من المقروءة مروراً بالمسموعة ونهاية بالمرئية، من دون أن نلمس حرصاً على إبرازه وإبراز من صنعه بعرق جبينه فوق المستطيل الأخضر؟! ولم نستطع حتى هذه اللحظة التفريق ما بين اللاعب كشخص وما بين اللاعب المنتج الذي يعتمد على موهبة منحها له رب العباد، للأسف وأقولها بحرقة ان «تهميش» خبر كهذا للاعب شهير كسعيد العويران هو مسلسل "عقدة" ابتُلينا بها في الكثير من إعلامنا السعودي، ويكون الخبر وإفراده على مساحات كبيرة مقتصراً فقط على لاعبين معينين وفي أندية محدودة، وخلاف ذلك لا نرى لا نسمع لا نكتب، وإن كتبنا نكتب باختصار وفي مساحة ضيقة، ربما يحتاج القارئ فيها لمكبر من أحدث صناعات اليابان حتى يستطيع قراءة خبر مهم عن لاعب سعودي لا ينتمي لناد جماهيري، أو لأنه لا يمتلك صدقات ووساطات "تعجل" بإبراز إنجازاته الشخصية أسوة بلاعبين لم يصلوا لربع ما حققه العويران من إنجازات شخصية عالمية أو في إنجازاته الجماعية مع المنتخب الأول ونادي الشباب، وما الجديد في ذلك والجميع يرى محاولة "تهميش" لاعبي نادي الشباب، التي كان آخرها ما حدث في تدشين دوري زين السعودي للمحترفين، وحال التغييب "المقصودة" من شركة زين للاعبين كبيرين وعالميين كفؤاد أنور وسعيد العويران، إضافة للرومي والمهلل وسرور والبقية تأتي؟ صحيح أنني لا أتفق مع تعاطي بعض اللاعبين مع وسائل الإعلام المختلفة، ومع أحاديثهم وحواراتهم الشخصية، إضافة لتصرفاتهم الفردية داخل وخارج الملعب، إلا أنني في الوقت نفسه لن اسمح لنفسي بأن اقوم بدور المضلل أو «المهمش» لإبداعاتهم المهارية والفنية على البساط «الأخضر». والحديث عن «تقصير» الإعلام مع نادي الشباب ولاعبيه لن ينسيني مطالبة إدارة نادي الشباب وأعضاء شرفه بأن يحفظوا هذا المنجز لسعيد العويران ويتفاعلوا معه بطريقتهم الخاصة. [email protected]