رصد أربعة باحثين من مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية ارتفاعاً ملاحظاً في التطاول على العلماء بسبب الانقسامات المذهبية التي تشهدها منطقة الخليج في الوقت الراهن، ويغذيها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة منها «تويتر»، في حين كان التطاول على الذات الإلهية الأقل تأييداً. وأوضح فريق البحث الذي يترأسه المشرف على المركز الدكتور ذعار بن محيا من خلال دراسة علمية مقدمة في ندوة الأمن والمجتمع التي عقدت أخيراً في الرياض (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، أن تحليل المقالات المتعلقة بالأبعاد الأمنية في ازدياد سريع بسبب حجم التغريدات المسيئة على «تويتر»، مشيرين إلى أن بعض المقالات استغلت التغريدات للدين من أجل جذب الكثير ممَن ليس لديهم الدراية الكافية والحصانة الفكرية. وبيّن الباحثون اعتمادهم في عينة الدراسة على 130 مستخدماً مؤثراً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لمعرفة تأثير تلك المقالات على شباب دول مجلس التعاون من خلال إعادة التغريد والتفضيل وعدد المتابعين. وتم اختيار عينة من المقالات في الفترة من 5 أيار (مايو) 2013 حتى 5 مايو 2014، وتبين من خلال تحليل المضمون لتلك المقالات بأنها ذات تأثير خطر على النسيج الاجتماعي في دول الخليج، خصوصاً في جوانب البحث المتضمنة البعد العقدي والأمني وبعد الولاء وبعد اللحمة الوطنية. ولفت الباحثون في ما يخص بُعد اللحمة الوطنية إلى أن الدراسة تشير إلى وجود استعلاء فئوي في المجتمع بنسبة تصل إلى 38 في المئة، واعتبر الباحثون ارتفاع النسبة مؤشر لتهديد الوحدة الوطنية، وقالوا: «إن ارتفاع نسبة الأفراد في هذا المتغير قد يعزى إلى شعور هؤلاء الأفراد بتفاوت في المكانة الاجتماعية والوضع الاقتصادي في المجتمع». فيما بلغت نسبة المغردين لمقالات عن تأجيج الصراعات المذهبية 22 في المئة، بلغ المؤيدون لإحياء النعرات الإقليمية 20 في المئة، وعزا الباحثون النسبة الأولى إلى التعصب المذهبي، وكانت الثانية بسبب تمسك الخليجيين بقوى إقليمية، وأخيراً كانت نسبة المؤيدين للتأجيج الطائفي وتمزيق وحدة الصف الأقل تأييداً مقارنة بالمتغيرات السابقة. وأما التطاول على الذات الإلهية والذي جاء في المرتبة الأخيرة في مؤشر تأييد المغردين الخليجيين، فعزا الباحثون ذلك إلى كون المجتمع مسلماً مؤمناً بالله، لذلك لا تجد التغريدات التي تتطاول على الذات الإلهية قبولاً في أوساطهم. وتوضح الدراسة أن هناك ارتفاعاً ملاحظاً في نسبة المتابعين للمغردين بمتغير (التطاول على العلماء)، إذ شكلت هذه الفئة ما نسبته 82.2 في المئة من اجمالي المتابعين، ويأتي في المرتبة الثانية التطاول على السنّة النبوية بنسبة 11,3 في المئة من إجمالي المتابعين، يليه التطاول على القرآن الكريم بنسبة 6.3 في المئة من إجمالي المتابعين، وأخيراً يأتي التطاول على الذات الإلهية بنسبة 0.3 في المئة من إجمالي المتابعين. وأوصى الباحثون الدكتور ماجد الرويبخ والدكتور سمحان الدوسري وعبدالمحسن السيف إضافة إلى رئيس الفريق الدكتور ذعار بن محيا، برصد الانحرافات الفكرية عند الشباب قبل أن تترجم إلى أفعال مضره بأمن الوطن، وسرعة تفنيد الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وملاحقة المغردين المسيئين لدول الخليج في الداخل والخارج. باحثون: مقالات الكتّاب تبرز السلبية باعتبارها نتاجاً لاقتصاد المنطقة حلّل فريق علمي من مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية محتوى مقالات الكتّاب في دول مجلس التعاون الخليج، وتبين أن صياغتها غير مرتجلة ولا عشوائية إنما مقصودة لإبراز الاتجاهات السلبية والإيجابية لشباب المنطقة نحو التعامل مع المجتمعات والحكومات في تلك الفترة الحرجة. وأشار الباحثون إلى أن المقالات لم تسعَ لتحديد الحاجات الفكرية والأمنية فقط لفئات مستخدمي «تويتر» من شباب المنطقة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك في إبراز الجوانب السلبية على أنها نتاج للعوامل الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وأكد الباحثون وجود قصور لدى الكتّاب يتمحور في تصور مسبق للأحداث يضعه لقضايا ومواقف معينة لشد انتباه شباب المنطقة اليها، في حين أن تم رصد تفاعلات سلبية تأصلت لدى مستخدمي «تويتر» من شباب المنطقة استخدمت للهرب من الواقع إلى العالم الافتراضي، أدى ذلك إلى التأثر بشخصيات وهمية عدة.