عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى ارض الوطن معافى، بعد ان انعم الله عليه بالشفاء، وحفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي، تؤكد المحبة التي يتمتع بها «سلطان الخير» في قلوب الناس لأياديه البيضاء على المحتاجين، ولعطائه الثري، ولإغاثته للملهوف ووقوفه إلى جانب الضعفاء واتباعه سياسة الباب المفتوح لكل صاحب حاجة. لم يغب أبداً عن الوطن ولا انشغل بعيداً بغيره وإنما ظل متصلاً به قلباً وعقلاً وروحاًَ لم يفارقه لحظة واحدة بل كان على اطلاع تام بمجريات الاحداث والتطورات وأسهم بفكره وآرائه في ايجاد الحلول وابتداعها لما فيه مصلحة انسان هذا البلد، والتصدي لكل الحاقدين والموتورين الذين يضمرون الشر وينفذون اجندة اجنبية وتردهم قواتنا الباسلة خاسئين، وما معارك الشرف والبطولة التي خاضتها هذه القوات وهي تجتث شأفة المتسللين الى حدودنا الجنوبية وتكسر شوكة من يساندهم ويدعمهم لم تكن بعيدة عنه، إذ تابعها وكان على اتصال بالمليك المفدى بآرائه حولها وحول شؤون الوطن الأخرى. جابر عثرات الكرام، وكفه كف المواساة الحانية التي تربت على سواعد المتعبين في كل الأماكن، فالمتأمل لمنظومة الشيم والشمائل التي تتسم بها شخصيته يدرك أسباب المكانة التي له في نفوس الناس، فخصاله خصال فطرة سوية، وشمائله شمائل أصالة نقية، يذكر اسمه فتستحضر الأذهان مكارم الأخلاق وصدق المروءة ورقي الشيم ومنجزاته في خدمة الإسلام والمسلمين منظومة كبيرة، منها مؤسسة الأمير سلطان الخيرية التي تطوق الوطن بخدماتها الإنسانية والعلمية والأعمال الخيرية والإنجازات الوطنية التي تدل على عظمة هذه الشخصية الفذة، وتعد مفخرة لكل مواطن. عاد ليثري مسيرة بلادنا الحبيبة، وليرفد نهر العطاء الإنساني ويزوده، إذ جنّد كل إمكاناته لتظهر في مشاريع لإسكان المحتاجين وتوفير العيش الكريم لليتامى والارامل، وبناء المؤسسات الطبية الخيرية الضخمة، والعمل آناء الليل واطراف النهار لدعمها والتمكين لها، لأجل هذا استحق «سلطان الخير» محبة الناس، وهو الاب الحنون لاصحاب الحاجات الخاصة والحضن الدافئ لهم، يمشي بين الناس يضمد الجراح ويغيث الملهوف ويسعى في حوائج المواطنين، واستحق المحبة الخالصة من الوطن وإنسانه، لأنه عضد خادم الحرمين، ندعو الله أن يسدد خطاهما لرفعة وطننا وان يحميه من قوى الشر والضلال والفتنة، هذه البلاد التي أشرقت من أرضها النبوة وانتشر الإسلام إلى العالم كله، وأنجبت كوكبة من عظماء التاريخ وحكمائه، أولئك هم ولاة أمورنا الذين ديدنهم الصلاح والتقى ويحكمون بكتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم». هذه مشاعر فخر في أعماق مواطن تجاه ولي عهد نبيل ضرب المثل رائعًا، في قمة مكارم الأخلاق الحميدة في الجود والكرم والنجدة والمسارعة في غوث المحتاجين وعلو الهمة وصدق العزيمة، فكان نعم المؤازر للملك الإنسان الصالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. محمد بن خلف بن الشيخ - الرياض تربوي سعودي [email protected]