كشفت جمعيات خيرية في المنطقة الشرقية، عن معاناتها من «نقص المردود المالي» الذي يرد إليها، مقارنة في الخدمات التي تسعى إلى تنفيذها لصالح الأسر المستفيدة منها، ما يضطرها إلى القيام بأنشطة اجتماعية إضافية، تهدف إلى زيادة المردود المالي لها، إلا أن هذه الأنشطة «تصطدم بالإهمال، وعدم المتابعة من فئات المجتمع». وذكرت مشرفة البرامج في جمعية فتاة الخليج الخيرية في الخبر هاجر أبو عمارة، أن الجمعية «تبذل جهوداً كبيرة من أجل توزيع الموازنة السنوية على الخدمات التي تقدمها لأكثر من 1600 أسرة، تستفيد منها»، مشيرة إلى أن عدد الأسر في تزايد مستمر. وقالت ل«الحياة»: «في العام الماضي، كان عدد الأسر المستفيدة من الجمعية 1400 أسرة، وتجاوزت هذا العام 1600 أسرة، والأمر ذاته ينطبق على جمعيات خيرية أخرى، سواءً في المنطقة الشرقية، أو في بقية المناطق». وأوضحت أبو عمارة، أن الخدمات المقدمة للأسر، «تتسع دائرتها وفق الاحتياجات الملحة والمستحدثة لهذه الأسر»، مستشهدة على ذلك بان الجمعية «رفعت من حجم مساعداتها الخاصة بتسديد الإيجارات التي شهدت في العامين الماضيين ارتفاعاً، لم تستطع معه غالبية الأسر المستفيدة من الجمعية، الوفاء بها»، مشيرة إلى أن «ارتفاع الإيجارات بهذا الشكل الجنوني، أربك حسابات غالبية الجمعيات الخيرية، التي لم تجد مفراً من رفع سقف دعمها للأسر للوفاء بهذا الجانب، بيد أن هذا الدعم لا يتماشى مع الفوارق الكبيرة في الإيجارات، التي وصلت إلى 40 في المئة عما كانت عليه قبل موجة الغلاء»، موضحة أن هذا الأمر «انعكس سلباً على خدمات أخرى مقدمة للأسر المستفيدة، وبخاصة المعونات الغذائية التي ارتفعت أسعارها ولم تهبط هي الأخرى». وتعتمد الجمعيات الخيرية في مواردها على الدعم المُقدم من وزارة الشؤون الاجتماعية، ومساعدات المحسنين ومحبي الخير من الأفراد والشركات، بيد أن إجمالي هذه المساعدات لم يعد يكفي الزيادة الحاصلة في عدد الأسر المستفيدة. وتضيف أبو عمارة «موازنة وزارة الشؤون الاجتماعية تكفي من 50 إلى 60 في المئة من الخدمات المقدمة للأسر المستفيدة، ويتم استكمال العجز في الموازنة، الذي يصل إلى 40 في المئة، من تبرعات الأفراد والشركات، وهي على كثرتها، لم تعد تكفي للوفاء بحاجة الأسر المنتسبة لنا، ما يضطرنا للقيام بحزمة من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، مثل المعارض والمهرجانات والأسواق الخيرية، بيد أن التجاوب مع هذه الأنشطة يبدو متفاوتاً من فئات المجتمع المختلفة، ويغلب عليه الضعف، وهذا يؤثر في المردود المادي لهذه الأنشطة، كما يؤثر معنوياً في نفسيات الأسر الفقيرة، التي تحتاج أن تشعر أنها ليست وحيدة في المجتمع، وأن هناك من يشعر بها، ويسعى إلى تقديم العون والمساعدة لها». وأوضحت أن عدد المتطوعات في الجمعية «في تزايد مستمر عاماً بعد آخر، ما يبشر بالخير في مستقبل الجمعية». وقالت: «إن عدد المتطوعات للجمعية في هذا العام بلغ 450، أما في هذا الماضي، فبلغ عددهن 400 متطوعة، تدفع كل منهن مبلغ 300 ريال كاشتراك سنوي، أو أكثر بحسب رغبة المتطوعة وحرصها على فعل الخيرات ومساعدة الأسر المحتاجة». وتنسق الجمعيات الخيرية في الشرقية فيما بينها، لمنع أي ازدواج في توزيع المساعدات على المحتاجين، وضمان عدم حصول الأسر على مساعدات من أكثر من جمعية في الوقت ذاته. وتستخدم في هذا الصدد أجهزة الحاسب الآلي، لاكتشاف أسماء الأسر المستفيدة المكررة في أكثر من جمعية. وأشارت الجمعية أن هذا التنسيق يوفر مساعدات كثيرة في الجمعيات الخيرية كافة، يمكن أن تذهب إلى أسر جديدة تحتاج إليها.