يدمر ويكذب ثم يصفق له الآخرون ويكافئونه!! ذاك هو النتن «ياهوه»... أتى مثل الخنزير قوياً بمخالبه وجثته، التي ضخمها سكوت من يرقبه من بعيد، ثم يزوده بما يقوي مخالبه وعظامه النتنة. صفقت له هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة وهي تقول: إنه يقدم شيئاً غير مسبوق! ولأنه يقدم، دائماً مثل سابقيه، «شيئاً»، «غير مسبوق»، فقد قدم له الاتحاد الأوروبي مكافأة كبرى سعى لها هو وأقرانه وأهله. قدم له الاعتراف بمدينة الصلاة القدس الحبيبة عاصمة له، بالتقاسم مع الفلسطينيين أصحاب الأرض الذين كانوا هناك منذ البدء! لفق الإسرائيليون تاريخاً ملؤوه بالكذب والحكايات التوراتية الموضوعة بواسطة ناس جلبوا على الكذب وهم ألفوه... أضافوا لتاريخ هو في الأصل غير مجيد، وقالوا إنه كان تاريخهم في أرض هي ليست لهم، ولم تكن لهم في أي يوم كان، ثم جلبوا الغرباء الذين لم تكن لهم أي صلة بالأرض التي تشابكت أغصان زيتونها مع شرايين أهلها، أهل الأرض الفلسطينيين القدامى والحاضرين فيها أبداً. صفق من صفق، لأن الأوروبيين قالوا إن لكم أيها الفلسطينيون حق في القدس مثلما لهم! لن أقول: تمخض الجبل فولد فأراً. بل أقول: انتبهوا لهذا الفأر الصغير، وكل الفئران التي حولكم وتعيش في البعيد، فقد عاثت فساداً في العقول وفي الحقول، وفي جيوب معاطفكم التي لم تعد تستر العورات. النتن ياهوه يقضم الأرض والزيتون، والمكافآت تنهال عليه، فيما نقيم الليالي الملاح، لأن الاتحاد الأوروبي يعترف بأن لنا حقاً في جزء من جدار بيتنا! لقد اتحدت الفئران ولم نستطع أن نتحد على رغم مؤتمرات «الغمة»، كما دعاها الزميل جميل الذيابي، عندما تحدث قبل أسبوع عن مؤتمرات قمة التعاون التي انتظرنا طويلاً، ومازلنا ننتظر أن تحقق ما هو مؤمل منها. لقد كثرت مؤتمراتنا حتى أصبحت «غمة»، فهناك مؤتمرات القمة ومؤتمرات تمكين المرأة، وهناك تمكين الطفل، وتمكين البيئة، حتى تتغلب على الجرادة، وهناك تمكين الحيوان وتمكين الأسماك في البحار، وتمكين لا أدري ولا أعلم ما صفته. وهنا اسمحوا لي أن أقترح لمحبي تنظيم المؤتمرات: مؤتمراً لتسيير القطار المحلي، الذي تأخر، والعربي الذي لم يسر منذ زمن طويل، وهذا في ظني ليس عسيراً، وسيثير جدلاً خطراً تستمتع به بعض الأقلام التي تصفق دائماً! [email protected]