وجّهت قوات تحالف «عاصفة الحزم» رسالة شديدة اللهجة إلى كل الجهات المتحالفة مع الحوثي، تهددها بأنها ستلاقي المصير ذاته، في حال لم تعد للالتحاق بمعسكر الشرعية. وشدد المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري في الإيجاز الصحافي اليومي لعمليات العاصفة، في خطاب وجهه إلى الألوية الخارجة على الشرعية والقبائل والأفراد المتعاونين مع ميليشيات الحوثي على أن «الوضع لن يعود بعد العاصفة كما كان قبلها»، واصفاً ما يفعله المتمردون ب«نوع من العبث». وكشف عسيري عن عملية نوعية تمت بتنسيق مباشر بين قوات التحالف والمقاومة الشعبية في منطقة «زنجبار»، أثمرت ردع الميليشيات والقضاء على تجمعاتها، وتقدم رجال المقاومة فيها، معتبراً هذه المنطقة الرافد الرئيس لقوات الحوثي في عدن. وأعلن في واشنطن أمس ان القمة الأميركية - الخليجية التي دعا الى انعقادها الرئيس باراك أوباما ستستمر يومين وهي الأرفع على المستوى الاقليمي في واشنطن منذ سنوات، وسيستضيف أوباما خلالها قيادات المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر، وستتناول بالبحث التعاون الأمني واطار الاتفاق مع ايران ومستقبل اليمن. (راجع ص2و6و7) وأعلن البيت الأبيض في بيان أمس أن أوباما سيستضيف زعماء مجلس التعاون في 13 و14 أيار (مايو) المقبل للبحث في «سبل تعزيز الشراكة وتعميق التعاون الأمني». وستتم القمة على مرحلتين، وسيكون اليوم الأول من الاجتماعات في البيت الأبيض والثاني في منتجع كامب ديفيد. وكان اوباما اعلن هذا اللقاء في بداية نيسان (ابريل) انطلاقا من حرصه على طمأنة دول الخليج بعد التوصل الى اتفاق اطار مع ايران حول برنامجها النووي. ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع زيادة التعاون الأمني والعسكري، والعمل للدفع بالمصالح المشتركة وحفز الاستقرار وأمن الخليج في العراق وسورية واليمن. وتحاول الادارة الأميركية الفصل بين محادثاتها النووية وأي اتفاق مع ايران من جهة وتصرف طهران الاقليمي من جهة أخرى، وتريد اعادة الالتزام لحلفائها بالعمل باتجاه الأهداف المشتركة بدعم جهود مجلس التعاون الخليجي في اليمن والوصول الى مرحلة انتقالية في سورية، والخروج باستراتيجية سياسية شاملة في العراق لمواجهة داعش. كما يستضيف أوباما بعد غد الاثنين ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارة كانت معدة سابقا. وأعلن العسيري أن قوات التحالف نفذت أمس 100 طلعة جوية، وأنه تم إخضاع طائرة مدنية حاولت دخول الأجواء اليمينة من دون إذن، وإجبارها على الهبوط في جازان لمعرفة أسباب عدم التزامها بالإجراءات الموضوعة. وركزت غارات التحالف طلعاتها على مدن باقم والبقع وصعدة، كما قدمت دعماً للألوية العائدة إلى الشرعية التي تقاتل في تعز، في حين استهدفت مقاتلات مخازن ذخيرة وآليات متحركة في صنعاء وعمران. وشنت غارات على مواقع الحوثيين في البيضاء لتحسين موقف اللجان الشعبية على الأرض. في حين لم تشهد الحدود السعودية، بحسب العميد عسيري «أية عمليات أو اشتباكات مباشرة» أمس، الذي أكد أن ما أعلن من القبض على 110 عناصر حوثيين ليس صحيحاً، ولم يكونوا سوى متسللين عزل. وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف أن الضربات في نسق تصاعدي، مشيراً إلى أن هذا النوع من العمليات يحتاج إلى «الصبر والدقة»، وزاد: «لدينا الوقت والإمكانات، ولن نستعجل المراحل». ولفت إلى أن العمليات البحرية مستمرة في تنظيم المرور، إذ «يتم تسهيل وصول السفن الإغاثية، ومنع السفن المشبوهة أو غير المتعاونة»، موضحاً أن عمليات الإغاثة بدأت تأخذ شكلاً أكثر تنظيماً. وعلى الصعيد الإنساني، تتفاقم معاناة اليمنيين في العاصمة صنعاء وبقية محافظات اليمن مع استمرار ميليشيات الحوثي في تطبيق إجراءات تعسفية بحق السكان المحليين. وأكد يمنيون في صنعاء ل»وكالة الأنباء السعودية» أن الحال ضاقت بهم جراء انعدام الوقود، واحتكار جماعة الحوثي المتمردة للمشتقات النفطية وتوجيهها نحو ما يسمى ب«المجهود الحربي»، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن العاصمة ومناطق واسعة من البلاد بسبب انعدام الوقود المخصص لتشغيل محطات توليد الطاقة. واتهم المتحدث باسم قوات التحالف، بشكل شبه يومي، ميليشيات الحوثي وصالح بالاستئثار بالوقود ومنعه عن السكان لتخزينه واستخدامه في تحريك آلياتهم. في الوقت ذاته، أفشلت المقاومة الشعبية كل محاولات ميليشيات الحوثي والجيش المتمرد التقدم باتجاه مدينة الضالع، والسيطرة على المواقع الاستراتيجية فيها، وكبدتهم خسائر كبيرة في المعدات والأرواح. وفي باكستان أدى مئات الآلاف في 74 ألف مسجد، في مدن باكستانية عدة بعد صلاة الجمعة، قسماً بالدفاع عن السعودية والشرعية في اليمن، فيما خرج عشرات الآلاف مطالبين بإرسال قوات إلى السعودية لدعمها في «عاصفة الحزم». وأعلنت الخارجية الباكستانية استعدادها البدء في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص اليمن من ناحية «تجميد الأرصدة والمنع من السفر للشخصيات التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي»، وكذلك استعداد باكستان للبدء بعملية المراقبة البحرية والجوية للمطارات والموانئ اليمنية، لمنع وصول الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين وأنصار المخلوع علي عبدالله صالح.