بدت قوات التحالف التي تقودها الرياض لاستعادة الشرعية في اليمن متفائلة في النتائج التي حققتها عاصفة الحزم في أسبوعها الأول، والتي تمكنت من شل قدرات الحوثيين إلى درجة كبيرة، خصوصا ناحية التحكم في الطائرات أو استخدام الصواريخ الباليستية أو تنفيذ هجمات ضد الحدود السعودية. وأبلغ المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري الصحفيين أمس أن النتائج التي حققتها عاصفة الحزم منذ انطلاقها الأسبوع الماضي "إيجابية". وقال "كان الحوثيون في البداية يتحكمون بالطائرات والصواريخ الباليستية ويهاجمون الحدود.. هذه الأمور لم تعد قائمة الآن". وأكد عسيري في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس لتسليط الضوء على وقائع اليوم السابع من العملية العسكرية أن قوات التحالف تعمل على تقليل كفاءة الحوثيين على الأرض، مشددا على أن المتمردين باتوا عاجزين عن إدارة العمليات العسكرية. غير أنه أشار إلى أن النجاح الكلي يحتاج إلى صبر، داعيا إلى عدم استعجال النتائج. ورد المتحدث باسم قوات التحالف على التقارير التي حملتهم مسؤولية قصف مصنع الألبان ومعسكر المجرش للاجئين في حرض بالنفي القاطع. مؤكدا أن الحوثيين هم من يتحمل مسؤولية ما حل بالمصنع والمعسكر من دمار وحرائق والتي جاءت نتيجة قصفهما بقذائف الهاون، لافتا إلى أن ما يروج خلاف ذلك ويندرج في إطار الحملات الإعلامية التي يقودها المغرضون والراغبون في تعطيل العملية العسكرية، لافتا النظر إلى أن قوات التحالف تعي ذلك جيدا، مشددا في الوقت نفسه على أن هناك ثلاثة محددات تحكم القصف الجوي وترتكز إلى سلامة المواطن ودقة المعلومة وعدم استعجال الاستهداف. وللمرة الأولى منذ انطلاق العمليات تكشف قوات التحالف عن وجود تواصل مباشر مع الجيش الوطني اليمني على الأرض، إضافة إلى التواصل القائم مع المقاومة الشعبية، وذلك بهدف تأكيد الأهداف وتدقيقها، فيما كشف المتحدث باسم التحالف أن هناك جهودا تنسق لإعادة تنظيم الجيش تحت قيادة جديدة لتمكينه من تولي مهمة حماية اليمنيين. وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف أن هناك ضباطا في الجيش اليمني تم إجبارهم بضغط من الحوثي والموالين لعلي عبدالله صالح على بعض التصرفات التي لا تمثلهم. وأكد عسيري في رسالة وجهها لأولئك الضباط أن استهدافهم ليس هدفا للتحالف، مناشدا إياهم بعدم التعاون مع الميليشيات والالتفاف نحو الشرعية، سائلا الله أن يرحم من توفي منهم وأن يشفي مصابيهم. وواصلت عاصفة الحزم يومها السابع على وتيرة الاستهدافات ذاتها للأهداف الستة المحددة، والتي تتمثل في تدمير الصواريخ الباليستية، وإخماد وسائل الدفاع الجوية، وتدمير مخازن الذخيرة، واستهداف تحركات الحوثيين، وقوافل الإمداد والتموين، وتجمعات الحوثيين جنوب حدود السعودية. وأظهرت تصويرات جوية عرضها متحدث التحالف على الصحفيين بعض الأهداف التي طالها القصف الجوي، والمتمثل في مستودعات الذخيرة ومحطات الوقود، ومستودعات التجهيزات والمواد العسكرية. وبرر عسيري استمرارية استهداف قوات التحالف مستودعات الذخيرة والأسلحة لكون أن الدعم الذي تلقاه الحوثيون بعد الانقلاب على الشرعية من بعض الأطراف كان كبيرا جدا، ما حول اليمن إلى مستودع كبير للسلاح. وعلى صعيد الأهداف الأخرى، كشف المتحدث باسم قوات التحالف أنه تم استهداف مواقع الألوية التي كانت تنفذ العمليات باتجاه عدن والضالع وشبوة، فيما أكد أن المقاومة الشعبية تمكنت من طرد بقايا لواء 33 من الضالع، والعمل دائر الآن في شبوة، والنتائج التي تلقتها قيادة قوات التحالف مبشرة وإيجابية، فيما لفت إلى أن هناك مواجهات تجري بين جيوب الحوثيين المتمركزين في العاصمة الموقتة عدن وبين المقاومة الشعبية، يستخدم فيها المتمردون قذائف الهاون ومدافع الكاتيوشا. وفيما أوضح عسيري أن قوات التحالف يهمها إيجاد البيئة المناسبة لفرق العمل الإغاثية لتقديم المساعدة للمحتاجين إليها، أوضح في المقابل أن الدعم الإنساني والإغاثي الذي ستقدمه قوات التحالف لليمنيين لن يستثني أتباع المذهب الحوثي المسالمين الذين لا يعملون مع تلك الميليشيات. وفي رده على سؤال، شدد المتحدث باسم قوات التحالف على أن أحد أهداف الحملة الجوية الحالية، هو التخلص من صواريخ سكود التي بحوزة الحوثيين، مؤكدا أنه لن يتم تمكينهم من استخدامها وإطلاقها باتجاه الأراضي السعودية، مطمئنا الجميع بالقول "قواتنا تسيطر على الوضع تماما".