أوضح الدكتور محمد شاوش أن أبرز الأمراض النفسية التي تم رصدها في المناطق المنكوبة حالات الكرب الحاد واضطرابات نفسية تحولت إلى نوبات هستريا واكتئاب شديد لاسيما من المطر والماء، لافتاً إلى أن تلك الأعراض رصدها 49 متطوعاً يعملون في خمس فرق للعلاج النفسي. وكشف أن الأطفال أكثر الفئات العمرية إصابة بالأمراض النفسية، إذ يعاني كثير من الحالات التي تم رصدها من الخوف الشديد من المطر والماء ومنها الرفض حتى الشرب أو الاستحمام، مشيراً إلى أن الكثير من أطفال الأحياء المنكوبة لديهم خوف شديد من المدرسة «ورصدت حالات لتبول لا إرادي حدث عند أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 سنة ممن تعرضوا لأحداث وعاشوها». وتوقع احتمال تزايد حالات العنف الأسري كرد فعل الانفعالات النفسية التي مر بها سكان الأحياء المنكوبة، إضافة إلى احتمال ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات والمنشطات والمسكرات بهدف نسيان تلك الأحداث المؤلمة. وأكد أن الإصابة بالأمراض النفسية ليست مقتصرة على سكان المناطق المنكوبة، مضيفاً أن غالبية الذين تعايشوا مع الحادثة سواء موظفي الجهات الحكومية والأمنية التي قامت بإخلاء الأحياء وإنقاذ سكانها واستخراج الجثث، أو المتطوعين بداخلها وحتى الإعلاميين الذين كانوا في المواقع المتضررة يمكن أن يصابوا بمرض يعرف بالقلق بعد الصدمة. وشدد على أهمية سرعة العلاج في حال شعر الفرد بنوع من القلق أو التوتر، «خصوصاً وأن وزارة الصحة أسهمت في توفير الدعم للفريق النفسي بجوانبه كافة».